ولقد سعى جلالة الملك فهد بن عبد العزيز بالإصلاح بين الرؤساء من ملوك العرب ورؤسائها وبذل قصارى جهده ونجح سعيه شيئًا ما فهذا العراق وسوريا كانت الأمور بينهما متأزمة ولكنها ستنحل بالإصلاح ودعيت مصر بعد قطع العلاقات معها إلى تحسين الوضع فاستجابت لما كان عليه حسني مبارك من حُسن التفاهم وسعى المصلحون بين مصر وليبيا لإزالة المحن والأحن التي بينهما فنجح الصلح وتبادلتا السفراء ويوشك أن يظهر لذلك سير الأمور على ما تقتضيه المصلحة العامة.
وبذلك ينتصر الإسلام وينهزم الأعداء القائمون ضد الإسلام الذين لا يزالون يبرمون حبال الفتنة بين الرؤساء ليدركوا مقاصدهم خلف هذا النزاع ويشتتوا شمل الإسلام والمسلمين ويمزقوا مجتمع الأمة ويخرقوا أديمه ويعملوا على تمزيقه كل ممزق ولقد نجحوا فيما يطلبون وأدركوا ما إليه يسعون ولكن العقلاء سيتلافون الأمور وينتبهون من سِنة النوم والغفلة.
وكان من دهاة العرب من جمع أولاده عند وفاته فدعى بحزمة من العصي فأمرهم أن يكسروها جملة واحدة فشق ذلك أو تعذر فأمرهم أن يكسروها واحدًا واحدًا فتكسرت فقال هكذا يتوصل الأعداء بكم إذا تفرقتم ويعجزوا عنكم إذا ما اجتمعتم.
ومن نظر إلى ما وقع في لبنان وما جرى بين إيران والعراق وما حل في السودان من الانشقاق وعقوبات الله فإنه يرى العجب العجاب، وفي كل صباح يوم ومسائه تنشر الإذاعات وتروي ما حصل من المجازر والمذابح والاستهانة بسفك الدماء وابتلى الله عز وجل بعض الأمم بالفيضانات والرياح المدمرة والزلازل المهلكة والجوع والفقر وأنواع الأمراض والهلاك ولله تمام الإرادة والتدابير ومن عاش فسوف يرى.