وحصل من ذلك أذى شديد لشدة البرد بحيث هلكت الأشجار وبعض النخيل وأصبحت كالصريم، وكأنما أحرقت في بعض الأماكن المستهدفة بالنار وتكسرت بعض المواصير في مجاري المياه وتقطعت المكائن المائية والدينموات عياذًا بالله من عذابه.
ولبثت بعض المياه جامدة أيامًا وليالي متواصلة، وهذا بالرغم من وجود الشمس صافية واستمرت هذه الحالة إلى ١٧ من جمادى الثانية حادي عشر شباط الأول نوء النعائم سادس الدلو واستمر البرد حتى عاشر رجب، ولقد اشتد البرد على الدوام حتى نزلت الدرجة في أمريكا إلى (٤٨) تحت الصفر وارتفعت الثلوج على سطح الأرض فيها بأربعة أمتار ونصف متر حتى قرر الخبراء فيها أنه لم يحصل فيها ذلك البرد منذ مائة عام، ولما أن كان في ٢٩ رجب هبت رياح شديدة على المنطقة الوسطى والشرقية بحيث أثارت الرمال والغبار الشديد، وكانت خطوط السيارات تكاد تختفي من شدة الغبرة والقترة، واستمرت طوال الليل بحيث شالت الرياح الرمال ودفنت الطرق ولا سيما في الدهناء وما حوالي الصمان، ولما كان في ٣/ ٨/ ١٤٠٩ هـ اشتدت الرياح جدًا بحيث كادت أن توقف حركة السيارات عن السير واشتدت الغبرة والقترة جدًا بحيث تأزمت الأمور من قوة الرياح وشالت السينكوات وكادت أن تحمل ما أمامها من الأثاث والأغراض وأن تحطم أبواب النوافذ، وهذا كان في الوسطى ولا سيما في القصيم.
وقد لبست الفراء في مكة المكرمة أواخر الليل وهذا شيء نادر الوقوع بحيث كان طقس مكة المكرمة قديمًا معتدلًا للغاية، ووافق ذلك جفافًا وتأخر الأمطار بحيث استسقى المسلمون مرات عديدة بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز، ولكنه في برج الحمل والثور كثر هطور الأمطار على الرياض والمجمعة ومكة المكرمة وسائر القصيم.
ولقد حدثني أحد الذين يعملون لمعالجة النخيل في فرع الزراعة بالقصيم أنه مر