للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد كانت اليهود مصممة على حصد شوكتهم على أن لا يزالوا تحت استعمارهم وإبادتهم بكل وسائل الإعدام وامتلأت السجون من أهالي فلسطين وبما أن أهالي فلسطين سئموا من تلك الحياة التي لا سلم ولا حرب لخلو أيديهم من السلاح.

فقد أقدم شبابهم على هذه الانتفاضة التي لا بد أن يكون لها أثر إما بالنصر أو الاستراحة من حياة كهذه الحياة البائسة السيئة كما قيل:

فأقدم فإما مُنْيَةٌ أو مَنِيَّةٌ ... تريحك من عيش به لست راضيا

فما ثم إلا الوصل أو كلف بهم ... وحسبك فوز إذاك إن كنت راعيا

أما سئمت من عيشها نفس وإلهٍ ... تبيت بنار البعد تلقى المكاويا

ولما شكوت الحب قالت كذبتي ... فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا

فلا حب حتى يلصق القلب بالحشا ... وتخرس حتى لا تجيب المناديا

وتنحل حتى لا يبقى لك الهوى ... سوى مقلة تبكي بها وتناجيا

ولقد جد أهالي فلسطين وسعوا بكل وسيلة لتحرير وطنهم وتخليصه من براثن اليهود والذين استطاعوا بمساعدة أمريكا لهم وغيرها من الدول القوية أن ينزلوا في أراضي مغصوبة ومقهورة أربابها.

وغامر أهالي فلسطين مغامرة تحمل العرب وتشجعهم تارة وإرغامهم بالتخويفات والأذية للعرب إذا لم يناصروهم تارة أخرى، وبالرغم من مناصرة المسلمين لهم وقيام العرب قاطبة في صفهم وقتالهم دونهم وبذل النفس والنفيس في سبيل طرد عدوهم بكل أنواع الجهاد فإن الأمور لا تزال في وضعها ولما أن قالوا للحاج أمين الحسيني متى الرجوع إلى وطننا المسلوب قال لهم إذا رجعتم إلى الله عز وجل فسترجعون إلى وطنكم.

فيا لها من كلمات سمينة مفيدة تذكرهم بأنهم عوقبوا بذنوبهم وسيئاتهم ولقد جدّ واجتهد الحاج أمين الحسيني نحو الملوك والرؤساء المسلمين والعرب وبالأخص