انتظرني لآتي بحجر أرضخ به رأسك فيستسلم المسلم كذبيحة مقيدة مع كونه يستطيع الفرار حتى جاء القرمطي بحجر وقتله.
فوالله لو أن كبشًا وضع كذلك لتمكن من الفرار ولم يلبث مستسلمًا فإنا لله وإنا له راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولقد قام المسلمون مستنكرين لذلك ورأوا أن يبذلوا جهودهم قبل أن يتمكن الداء ويصعب علاجه ويأتي يوم شره مستطير، وما أصيب الإسلام وأهله إلا بدعايات سرية لإعادة دين المجوس، ولقد قام سياسيون من الشيوعيين وساسة الفرس الذين يبيتون الغدر بالإسلام وأهله ويسعون بمساعدة جمعيات سرية لإشعال الفتن بين المسلمين من قديم الدهر وحديثه وحصد شوكة الإسلام والمسلمين بمساندة الغرب لهم وغزوا دين الإسلام تارة بالأطماع وتارة بإظهار الصداقة للإسلام وهم عن الإسلام بمعزل ونفذوا أغراضهم بأنواع الحِيل والمكر وعملوا لهدم دين الإسلام والسعي بالإفساد بين المسلمين وتضليل النشء حتى تمكنوا من تفرقة المسلمين وجعلهم أضرابًا وشِيعًا ولكن المسلمين بغفلة عن ذلك، ولو أنهم تنبهوا لذلك وتساندوا وتعاضدوا وتكاتفوا لهان كل عسير وتم كل مراد وفي الأمثال ما تعاونت عليه الرجال خف.
ومن أسباب النقص والبلاء مخالفات وكتابات من بعضهم ضد البعض وانشغالهم بأمور تافهة في الأصول والفروع وغفلتهم من السيل الجارف والوقوف أمام تيار الفتن ومعرفة الشباك التي نصبت لدين الإسلام والكيد لأهله وغلب شر الكفار الذين لا يزالون منذ زمن بعيد ساعين في اضمحلال الشريعة المحمدية.
ومن ضعف نصيره وقل ظهيره وخذله إخوانه وأسلمه للنائبات خلانه وأعوانه يبس عوده وذهب معدوده ومحدوده وعضه الزمان بنابه وكذلك حال المسلمين اليوم وقد ذهبت منهم العزة والنخوة وضعفت بينهم الموالاة والأخوة فلا تقوم لأحدهم قائمة إذا كبا وعثر ولا يجد من يأخذ بيده ويجبره إذا انكسر.