بذلك تعطيك المعالي زمامها ... وتسمو على أعلى الذرا والمراتب
وإن كره الناس بالجهاد بداية ... فآثاره محمودة في العواقب
ومن كان معوجًا فقومه بالظبا ... إذا لم يفد بذل الجياد والمواهب
وفي هذه السنة عمّ الجفاف والقحط في المملكة السعودية واستسقى المسلمون مرات في جهات المملكة بأمر من ولي الأمر، وفي آخر فصل الشتاء نزلت أمطار في غالب الجهات لكنها خفيفة بالنسبة إلى ما تتطلبه الرياض، ووقلّت الأعشاب وكاد أهل المواشي أن يبيعوها برخص وقيمة زهيدة ولكن الله لطف بعباده وعادت أقيامها متحسنة، ولقلة الأمطار فإن نسبة المياه نزلت عن مستواها نزولًا ظاهرًا وجعل أهالي آبار الزراعة ينزلون إلى قعر الأرض بكثرة المواسير.
وفيها في أوائل ربيع الآخر نودي في الرياض وسائر مدن المملكة بالتبرع للمجاهدين الأفغان والمهاجرين واللاجئين ومدّ يد العون والمساعدة لهم بما تجود به أنفسهم والذين لا يزالون يواجهون حربًا ضروسًا لا هوادة فيها أمام عدو شرس لا يرحم وهو الغزو السوفيتي.
والتي أحرقت فيها الأخضر واليابس وقتلت الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ العزل، وقتلت ويتمت الكثير من أبناء الشعب الأفغاني الذين ينتمون إلى الإسلام إضافة إلى ذلك الأجواء السيئة جدًا التي تجتاح الأراضي الأفغانية حيث البرد القارس الشديد والثلوج الأمر الذي أدى إلى سقوط وإصابة العديد منهم بأمراض شديدة وفتاكة بسبب عدم وجود الأغطية والكسوة والمواد الغذائية الكافية، وأصبح الكثير منهم يعيش بدون مأوى والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وقد أقيم هيئة عامة لاستقبال التبرعات يرأسها أمير الرياض صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز وفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذه الإغاثة بالبطانيات والخيام والملابس إضافة إلى الأدوية والأجهزة الطبية وجميع ضروريات ومستلزمات المجاهدين وإن كان من الزكاة الواجبة في الأموال، وتم اختيار أعضاء اللجنة الموثوق