جلى ضياء الحق في استشهاده ... وزكا وحلق في سماء جهاده
قد كان كالطود الأشم في شموخه ... ورسوخه والعقل هدي مراده
عزم الوفاء لربه ولدينه ... ويقينه والصبر وحي سداده
رأى كيان بلاده متصدعًا ... فيضنى وإن الدين طب بلاده
وأقام بالإسلام خطة حكمه ... ومضى وشرع الله نور رشاده
وأبى وقد جاس الخؤون جواده ... فأمد من لجأوا إلى أنجاده
أدى وأسدى ما استطاع لنصرة ال ... أفغان رغم عدوه وكياده
واشتد في دعم الجهاد بنفسه ... ونفيسه بل كان من أجناده
فرمى العدو الدما في مكره ... ليديله وألحَّ في أبعاده
لكنه الثبت الأبيّ فما ونى ... عن دعمه بل زاد في إمداده
حتى إذا انتصر الجهاد وخصمه ... ولى ولفح الغيظ في أحقاده
قتلوه كلا إنه أجل مضى ... جسم هوى والروح في أصفاده
وقال أيضًا في مناسبة اغتيال الشهيد ضياء الحق غفر الله له وتقبل جهاده:
حم القضاء وفي الكتاب طوارق ... متباينات كلهن حقائق
قدر له صور ويمضى مبرمًا ... ومنية وطرائق وطرائق
أجل إذا ما جاء موعد فصله ... لا لن يؤخره محب وامق
ويظن لد ماكر مقامر ... تقديمه عمه الغرور الحانق
الموت حق أمره وزمانه ... ومكانه حكم قضاه الخالق
والناس فيهم معول ومهلل ... والميت في بحران غيب عارق
جسم تسربل بالتراب مكبلًا ... وثوى وروح من أسار ابق
في برزخ بين الهناءة والشجا ... عمل وتم وفي الحساب ملاحق
هذا سجل لا يغادر لمحة ... والقسط يوم الدين عدل صادق
وتجيء نفس المرء يحدو سعيها ... لحسابها منها شهيد سائق