وانطلقت في غير وعي إلى بوابة القصر لأشاهد أرتالًا من الأجسام البشرية مكومة على بعضها ومن غير إحساس بدأت بالبحث عن الوالدة فسكت قليلًا والتزمنا الصمت ثم جعل يروي ما وقف عليه من المأساة الشنيعة كيف ذهبت ضحايا ذلك الحادث الشنيع من أم وفتاة وصغيرة وكبيرة بحيث انتهى ذلك الحفل على حالة سيئة نسأل الله العافية.
وفي موسم الحج من هذه السنة اشتدت وطأة الحر في مكة المكرمة بحيث بلغت الدرجة ارتفاعًا إلى خمسين درجة ولم تحج إيران في هذه السنة لسوء علاقاتها مع السعودية، كما أنه حصل تفجيرات أخرى في الموسم في بعض الجبال وحريقة في مِنى التهمت خيامًا للحجاج لا يقل عددها عن مائة وعشرين خيمة، ولا ريب أن ذلك من المخاوف والتنكيدات التي يسعى أهل الشقاق والضلال وابتلى الله بها المسلمين، هذا وقد رأى حجاج بيت الله عناية ووجدوا خدمة في توفير المياه والثلوج وجلب الألبان والخبز والخضراوات وغيرها مما وفر لهم أنواع الراحة.
وفيها وفاة العالم العابد الزاهد الناسك والفاضل المجتهد صاحب العلم بالعقيدة السلفية والمتصف بالاستقامة والأعمال والأخلاق المرضية أمام ضاحية السباخ في الموضع الجنوبي من المدينة الشيخ عبد العزيز بن عثمان بن حمد بن مضيان - رحمه الله وعاف عنه -، ولد في عام (١٣١٦ هـ) في قرية وهطان الواقعة في الجنوبي الشرقي عن مدينة بريدة فنشأ في أحضان والده الشيخ عثمان بن مضيان فأدخله في إحدى المدارس هناك وهي المدرسة الأهلية التي معلمها جده لأمة عبد الله بن معارك، وبعدما تعلم القراءة والكتابة أخذ في الدراسة على الشيخ عبد الله بن إبراهيم الباحوث في موضع العكيرشة، ثم أنه ترقى في التعلم حتى أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ولازمه وتردد إلى حلقاته في المسجد الجامع الكبير في مدينة بريدة وانتهل من ذلك المنهل العذب، ومن زملائه عبد الله العلي العجلاني الذي تقدمت ترجمته وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن فدا وأخذ عن الشيخ