عمر بن محمد بن سليم وكان يظهر دينه ويلهج بذكر العلماء المتمسكين بالسنة كآل الشيخ محمد والشيخ سليمان بن سحمان والشيخ صالح بن سالم آل بنيان وآل سليم ويظهر موالاتهم ومحبتهم ويميل إليهم وهو في طبقة الشيخ محمد الصالح المطوع في علم العقيدة.
وكان محبوبًا لدى الناس لما هو عليه من الإخلاص لله ومحبته للخير لهم وذا أصل عظيم في العقيدة ومحتفظًا بآثار الصالحين ولديه مكتبة علمية وله فهم وإدراك ومن أهل الولاء والبراء الذين يحبون لله ويبغضون له صابرًا ومحتسبًا وقانعًا بما قسم الله له من الرزق.
ولحسن نيته عاش في كفاف من العيش وفي سرور وغبطة في تفويض أموره لربه، فكان في الاتكال والرضا بمنزلة الملوك وإن كان لا يملك إلا بيتًا يسكنه ولباسًا يلائمه وكفافًا من العيش ولو شئت لقلت أنه من أفذاذ الرجال في حُسن خلقه وطيب مأكله وسلامة صدره وسلامة الناس من شره وقناعته بما آتاه الله، ولقد أكثر الأخذ عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم وسار موجهًا إلى جهة الرياض للأخذ عن علمائها فأخذ عن الشيخ الألمعي عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن شيخ المشائخ، وأخذ عن الشيخ سليمان بن سحيمان وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد اللطيف ثم أنه رجع إلى وهطان يتردد إلى حلق الذكر ببريدة فكان مقيمًا في وهطان.
ولما أن فتحت المدينة المنورة بعثه مشائخه في سنة فتحها بأمر من جلالة الملك عبد العزيز ليكون واعظًا ومرشدًا وموجهًا في الحرم النبوي، وقد يتولى إمامة المسجد النبوي، وبما أن الشيخ سليمان بن عبد الرحمن العمري سار إلى المدينة لتولي القضاء فيها فإن الشيخ عبد العزيز أخذ عنه كما أخذ عن الشيخ سعيد الغلاني، وكان المترجم يلهج بذكر الشيخ سعيد ويمتدحه بعلم العقيدة ويثني عليه.
فقد روى لنا عن هذا الشيخ أن حاجًا من الذين قدموا للصلاة في مسجد