للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله عليه الصلاة والسلام شكى واعظًا على الشيخ سعيد وقال أنه يزعم أن الله يتحرك وينزل ويصعد كما ينزل ويصعد الرجل في الدرج فسأل الشيخ ذلك الواعظ عن كلامه ومستفهمًا فقال لم أذكر إلا ما جاء في الحديث "إن الله ينزل في آخر كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" ولم أذكر كيفية النزول بل ذكرت الحديث كما جاء.

فقال الشيخ للسائل اسمع يا بني حدثني أبي عن جدي عن فلان وساق بالإسناد إلى أبي هريرة عن صاحب هذه الحجرة وأشار إليها أنه قال ذلك، فبكى السائل واقتنع وزال عنه الشك، وكان المترجم يلهج بذكر الشيخ سعيد ويثني عليه ثم أن المترجم رجع إلى بلدته وهطان.

ولما أن توفي الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم رحمه الله وتولى أخوه مقامه رأى تأسيس جامع لضاحية السباخ فرأى في طلاب العلم البارزين في الدين والعقيدة من يكون إمامًا له فوقع الاختيار على المترجم وصدرت الأوامر عليه ليتولى إمامة الجامع والخطابة فيه عام (١٣٥١ هـ) فنقل من هطان إلى فيحان أو السباخ المذكور فكان إمامهم وخطيبهم ويرجعون إليه في الفتيا وعقود الأنكحة والنظر في شئونهم والإصلاح فيما بينهم وتولى إدارة المدرسة الأهلية هناك والتدريس في المسجد الجامع ودرس عليه وأخذ عنه جمع كثير من بين أولئك عبد الله بن عبد العزيز الصعب وأمير الضاحية صالح بن عبد الله التويجري وعبد الله المحمد بن مبارك وغانم إسماعيل وعبد العزيز بن إسماعيل وأبناؤهم وغيرهم، وتخرج عليه عدد كثير.

ولبث في إمامة المسجد الجامع ثلاثة وأربعين سنة ولما أن أسن ورقّ عظمه وأقعدته الشيخوخة انتقل إلى السادة وهي الموضع الكائن في جنوبي بريدة الشرقي وتفرغ للعبادة وقد يجلس للتدريس في المسجد ويؤم فيه في ذلك الموضع، ثم أنه ثقل سمعه وضعف بصره وفقد البصر لكنه لا يزال يقرأ عليه بعض أحفاده