وتجتنب الأسود ورود ماء ... إذا كان الكلاب يلغن فيه
فاستيقظتُ ويدي في يده وقد حالت بين وبينه اليقظة ويعلم الله أن رائحة المسك لتفوح من فمي طوال ذلك اليوم وكنت في رؤيتي له وما عليه بشت إنما عليه قيمصان.
ولما أن فجعنا بوفاة محبنا عبد العزيز بن عثمان قلت فيه هذه الأبيات التي كانت مرثية فيه وأشادة بذكره:
الله أكبر هذا الدين قد رجفت ... به رحى من منون الموت منعثرا
إذا مضى زمر تتلوها زمر ... وأصبحت باليات العقد منتثرا
عبد العزيز رعاك الله من رجل ... كنت الأريب وكنت السمع والبصرا
حفظت لله عهدًا من أمانته ... وقمت فيما رعاك الله مصطبرا
بك الأمانة فيك الخير أجمعه ... خصال خير تعالى الله مقتدرا
ليهنك العلم والقرآن في سحر ... ترتل الآي في الأسحار والسورا
وكنت في الأصل مقدامًا تعلمهم ... تقرر الدين والتوحيد مشتهرا
على سنا من هدي الرحمن تبشر به ... عن حسن قصد وقلب بالتقى عمرا
نبكيك يا من إلى الرحمن في وجل ... قد سرت متجهًا نحو العلى فخرا
فقل لمن جاء ينعى موته أسفًا ... ومخبرًا بالردى أخبرت بالخبرا
نعيت من العلى والخير أجمعه ... وجئت فيما يسيء السمع والبصرا
نعى إلينا صديقًا ليس ننكره ... محافظًا دهره في الود ليس منعثرا
أتيت في نبأ أخباره كمد ... يكاد منها جميل الصبر ينشمرا
نعيت حبرًا همامًا فائقًا أممًا ... وللمساجد بالأذكار قد عمرا
برًا وصولًا لبيبًا بل أخًا ثقة ... فيا له من مرزء قد شوش الفكرا
يا لهف نفسي ووا حزني ووا أسفا ... على الزكي الذي قد أسبل العبرا