عبد العزيز الذي طابت شمائله ... أكرم به من صديق فائق السيرا
أهكذا تذهب الأخيار ليس لهم ... عين ولا أثر يبقي لهم خبرا
عليك من عفو مولانا العظيم أجمعه ... وما منح إله العرش منحصرا
سقى ثرى حله نجم الهدى سحب ... من واسع العفو والغفران منهمرا
وصل ربِّ على المختار من بشر ... شفيعًا من سمى علوًا ومفتخرا
محمد من أتى بالشرع ميسرة ... وإله مع صحاب كابدوا السهرا
وفي النهار ففرسان لهم جلب ... قد أعلنوا الحق في علو ومنحدرا
ورثاه أيضًا تلميذه عبد العزيز بن عبد الرحمن بن يحيى بهذه القصيدة منوهًا بفضله ومعربًا عن أعماله التي قام بها:
بكيت والدمع من عيني تنهمر ... وقد رضيت بما يأتي به القدر
مضى الأفاضل والأيام باقية ... وكل مجد سوى التقوى سيندثر
وهذه حالة الدنيا وسنتها ... كم من عزيز لنا قد ضمه المدر
ودعت شيخ الهدى والقلب في كمد ... والحزن في مهجتي ما زال يستعر
عبد العزيز بن عثمان كفى شرفًا ... بالمضيان حقًا كان يشتهر
نشأ بروضة علم زانها أدب ... تنبيك عن حالها الأخبار والسير
آل سليم بحور العلم في سلف ... هم الأماجد والأقطاب والغرر
كم أرشدوا الخلق نحو الشرع مع سنن ... أم القصيم بذكر القوم تفتخر
من ثم سافر كي يزداد معرفة ... نحو الرياض التي بالعلم تزدهر
على ابن عبد اللطيف الجد قدوتنا ... شيخ المشايخ ما في نهجه وضر
كم خرجوا من إمام فاضل فطن ... بالبر والخير والإصلاح يتزر
بمسجد المصطفى أم الوفود به ... وكان للشيخ في أرجائه أثر
سل عنه وهطان والأطلال شاهدة ... فذاك فيحان سلّه عنده الخبر
عم المصاب بموت الشيخ وا أسفًا ... فالعلم يبكي على أهل له قبروا