للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجوف ورؤية دومة الجندل والالتقاء بالأمير عبد الرحمن السديري، لكنني أجّلت الزيارة لوقت واسع حقق الله الآمال وإلى وضع هذه الكلمات في ٢٦/ ١ من هذه السنة لم تسنح الفرصة بذلك.

ثم إننا نعود إلى مصلحة مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي فقد أعلنت جريدة الرياض أنه تم شحن خمسمائة ألف ذبيحة من الغنم إلى إحدى وعشرين دولة في العالم في آخر السنة الماضية وأوائل هذه السنة توزع إلى مستحقيها هناك، ومن أهم ذلك إنقاذ اليتامى في أفغانستان الذين قتل آباؤهم وأمهاتهم وأصبحوا يهيمون في الفلوات والبراري بغير طعام ولا شراب فكانوا يأكلون أوراق الشجر من الجوع، وإليك هذه القصة التي يرويها مجاهد خرج سائحًا ليدفن الشهداء هناك وينقذ الأيتام بما لديه من الاستطاعة، وعلى قدر وسعه ومقدرته في أراضي أفغانستان وهي سياحة معجزة وسفرة غريبة مريرة يرويها التاريخ.

قال الله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢)} (١).

ذكرت جريدة "المسلمون" الدولية في عددها (٢٣٧) الجمعة ١٧ محرم ١٤١٠ هـ أن رجلًا يدعى جمال اليماني ابتدأ رحلة من مدينة جدة قام بها ليرى بلاد أفغانستان ويتتبع الأيتام في صحاري أفغانستان وجبالها لإنقاذهم من الهلاك والجوع فسار بسيارته الهزيلة محملة بالغذاء، ولكنها تسير تارة وتنطفئ أخرى وتارة يحملها على ظهر شاحنة فمائة وثمانين يومًا كان يسير بهذه الحالة وعلى هذه الصفة، وكان يتحدث عن سائق الشاحنة الذي عبر معه إلى قندهار وما واجهه من المصاعب التي تطارده فيها الذئاب فلا يسمع إلا أصوات عواء الذئاب ترتطم بشدة بأذنيه وآذان من صحبهم هناك من المجاهدين.

ثم ذكر أنه قام يبحث عن يتامى المجاهدين فوجدهم يأكلون أوراق الشجر من


(١) سورة الحشر، آية ٢.