ومجرم حتى لا تكون فتنة وأنها ستقبض بأيدٍ من حديد على مثل هؤلاء اللصوص المفسدين من غير كلل ولا ملل وأن من صدرت منه مثل تلك الأفعال فهو مستهدف للعقوبة، ولقد تلاعب قوم بالأمن وجرى في السنين الأربع المتقدمة سرقات، وكسرت أقفال الدكاكين، ونهبت الأموال من وسط الحروز وجرى من عدم الاهتمام شر كبير، ولله درّ العالم أحمد بن مشرف حيث يقول في قصيدته البائية تنهيظًا للإمام فيصل بن تركي لقتال قطاع الطرق:
فكم قعدوا للمسلمين بمرصد ... وكم أفسدوا في سبلها بالنهائب
فيا ليت شعري هل سراة حماتها ... قيام فهم ما بين لاه ولاعب
أم الحدّ منهم كلّ أم زندهم كبا ... أم القوم غروا بالأماني الكواذب
فقد كان تخشى بأسهم أسد الشرا ... فصارت بهم تغدو صغار الثعالب
فقل لإمام المسلمين وسر له ... بنفسك أو بلغه مع كل راكب
وأنشده إن أحسست منه تثاقلا ... إذا لم يسالمك الزمان فحارب
وبما أن السيف لا يزال مسلولًا على أهل هذه الجرائم وفي كل يوم بعد يوم الجمعة تنشر الجرائد قتل عدد من المجرمين فإن هذا الإقدام على الجرائم الشنيعة لا يزال مستمرًا نسأل الله العافية.
ولقد كانت إقراراتهم بعد التحقيق معهم تحزن بحيث يعترفون بأخطائهم ويقعون باللائمة على أنفسهم وعلى الشياطين التي أغوتهم وأضلتهم عن سواء السبيل، وحتى وضع هذه الأحرف فإن المخاوف والزعازع لا تزال مستمرة في كل يوم بل في كل ساعة تقع هذه الجرائم ليلًا ونهارًا ولم يتوفر الأمن والراحة.
ولقد كانت هذه العصابات تحتفر خنادق في الأرض حتى تخرج من مسافة سبعين مترًا إلى مائة وخمسين مترًا على أسفل معارض الذهب والمجوهرات فتنتهبها بالرغم من وجود الحراس ورجال الأمن حتى أخافوا الآمنين، ويصبح الناس يتحدثون أُخذ من معرض فلان خمسة وثلاثون كيلو غرام من الذهب، وأخذ من