للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما أنني حينما قدمت مكة المكرمة في يوم الاثنين ١١ صفر وقفت على التوسعة التي ستضاف إلى المسجد الحرام من الجهة الغربية فرأيت المعدات من دركتورات وحفارات في قعر الأرض لعمل ذلك القبو وسيارات نقل التراب وحمله شيئًا عظيمًا، والعمل ضخم جدًا ولا تزال الخدمة في الحرمين الشريفين بالغة جدًا تشكر عليها الحكومة السعودية كما أن المفروشات ترفع ويغسل المسجد بالصابون وتعمل فيه تنظيفات وتوضع ترامس المياه المبردة من ماء زمزم بشكل كبير وأكواب الشرب موضوعة عن يمين الجالس، وبعد فراغه من الكأس يجعله إلى اليسار بشكل فني ونظافة فائقة لم يسبق لها نظير.

وكانت العناية بالمسجد الحرام أيام الحسين الشريف ضعيفة جدًا لأنه لم يكن في تلك الأزمان استعدادات كافية فكان شارع المسعى ترابًا ثائر الغبرة وعلى جانبتيه الدكاكين حتى رصفه الملك المغفور له عبد العزيز بالحجارة، كما أن الحجاج والعُمار يسعون فيه تحت وطأة الشمس ونزول مياه الأمطار حتى سقفه الملك عبد العزيز بسقف صالح في زمنه وما زالت الأحوال تتحسن حتى أصبح بهذا المنظر البديع في الصيف والشتاء لا يرى الساعي ما يسوؤه، وفي أمن وطمأنينة من الأمطار والشمس.

ولقد أدركت في أوائل عمري في الأركان صورًا من الأشجار في داخل المسجد تسمى شجر القناديل معلقة فيها سرج، وفي عتبة باب الكعبة شمعتان طويلتان تحمل لإنارة الكعبة ويتولى وضعها بنو شيبة كما أن البناية التي أحاطت ببئر زمزم قد جعل فيها أبواب على قدر قامة الرجل الربعة فيها مياه يغترف منها بكؤوس مربوطة بسلاسل، وقد أزيلت البناية وسحب من أسفل الأرض مواسير تنقل من البئر، وأزيل باب بني شيبة وأزيل المنبر لهذه التوسعة الأخيرة وكان المسلمون من أهالي مكة المكرمة وغيرها يجعلون حجالًا فيها ماء للشراب ويتسابقون إلى ذلك.

وقد يكتب عليها هذا سبيل فلان أو فلانة حتى أتى الله بهذا العمل الأخير