مختصرة فإنها كثيرة الفائد، وقد عرض عليه القضاء ولكنه رفض حبًا للسلامة، وقد امتدح العلماء كتابه هذا.
وله غيره من المؤلفات المفيدة كعقيدة المسلمين، وتقع في جزئين وكتاب في أسماء القرآن سماه (الهدى والبيان) ويدل هذا الكتاب على سعة علمه، وله كتاب في توجيه الفتاة المسلمة سماه (يا فتاة الإسلام اقرأي حتى لا تخدعي) ومن مشائخه الشيخ صالح الأحمد الخريصي والشيخ محمد العبد الرحمن البليهي، وله نشاط في الدعوة إلى الله ويتخول الناس في الموعظة والإرشاد، وكنا نخرج شرقًا وغربًا برفقتنا الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد والشيخ عبد الرحمن بن حمد الجطيلي والشيخ علي الغضية للوعظ والتذكير.
ولقد جاء إليَّ مرة في يوم شاتٍ مطير من سنة (١٤٠٨ هـ) وطلب مني أن نخرج للموعظة والتذكير بجامع بن غنام في مدينة الزلفى فاعتذرت لهطول الأمطار تلك الليلة وشدة البرد، فجعل يحثني على الصبر وقال إن السيارة لفلان وهي مؤمنة وسائقها ماهر وقد عقدت معهم موعدًا لصلاة العشاء الآخرة، ولما أن قدمنا إلى المسجد من مسافة مائة كيلو وسبعة كيلوات وجدنا فيه خمسة عشر صفًا من الرجال وسبعة صفوف من النساء ينتظرون الفائدة والموعظة وكنا عزمنا على أن يعظ في الصلاة وعظم شأنها وأعظهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وله محاضرات قيِّمة وعلى موعظته الهدوء والسكينة ومن أعماله الخيرية أنه ترأس جمعية البر الخيرية وجمعية تحفيظ القرآن في المساجد وله كرسي في الحرم المكي الشريف يلقي دروسًا في حضوره، ولما توفي وافق تلك الليلة هطول أمطار غزيرة وبالرغم من ذلك فقد شيعه إلى قبره جمع لم يكن له نظير في مدينة بريدة ورثي بمراثي كثيرة، وقد رأيت له ترجمة مطولة وضعها بعض أحبابه على من أرادها مراجعتها.