ومن العجائب ما نشرته جريدة الجزيرة في عددها ٦٤٣٧ في ١٩ شوال من هذه السنة قولها:"حكومة شامير تدرس شن ضربة عسكرية إجهاضية خلال قمة بغداد المقبلة" من أن الظروف والأحوال مساعدة لليهود بحيث تمكنوا في هذه الفترة القصيرة أن يؤسسوا دولة سمّوها إسرائيل، وكانت جميع الحروب الدائرة بينها وبين العرب في صالحها، كما أن من العجائب تمكين الله لها وخدمتهم الأيام والليالي بحيث لم يظهر من حينما عرفوا لظهورهم في آخر القرن الرابع عشر الهجري وأوائل القرن الخامس عشر إلى آخر هذه السنة، وما زالوا يتقدمون حتى كانوا كأكبر دولة في الشرق الأوسط رغم قلتهم، وذلك بمساندة أمريكا وبذلها الإعانات والأسلحة والذخيرة لها من دون حسبان، وأمدتها بقوات مادية ومعنوية وحشية، وبما أن فرنسا وبريطانيا قد جدتا في تمكينها وتقويتها فليست بحاجة إليهما لما كانت عليه من إنشاء المصانع والتعميرات، وإيجاد الأسلحة والذخيرة، وتوفر الزراعة والأشياء التي كلما همَّ العرب في إخراجها من بين أظهرهم يزيد تمكنهم وظهورهم، وكثرة عددهم، وهجرة إخوانهم من اليهود إليهم، ولقد جدَّ العرب والمسلمون بما يستطيعونه في حربهم ماديًا وعسكريًا وقوليًا وفعليًا، ودعاء المسلمين عليهم فوق رؤوس المنابر في خطب الجمعة والمجامع فوق المنصات بأن يقطع الله دابرهم ويمزقهم كل ممزق، ويدمرهم تدميرا أجمعين أكتعين أبقعين أبصعين مما كأنهم في ذلك لا يدعون لهم بالنصر والغلبة، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وكلما وقعت الحرب بينهم وبين العرب فإنها تنتهي بصالحهم حتى انتهبوا أراضي فلسطين بأجمعها واستولوا عليها، وزحفوا إلى سيناء، ويخططون للاستيلاء على النيل والفرات، وسائر الجزيرة العربية، واندفعوا بهمجيتهم إلى أن جعلوا يستهترون بدين الإِسلام، ويسبّون الرسول محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بقولهم:"هات المشمش والتفاح، دين محمَّد قد راح راح راح، محمَّد مات مات ولم يخلف سوى بنات" إلى غير ذلك من الكفر والمكابرة، وعدم المبالات من أحد كائنًا من كان، وذلك بتأييد أمريكا لهم التي ذكر الله تعالى حالتها بقوله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ