النَّاسِ} [آل عمران: ١١٢] , وما يزالون في تماديهم وغيهم وخبثهم كصبي مدلل يفعل ما يشاء، وهنا من يقِم له أعذارًا ويدافع عنه فيأخذ ما في جيوب الناس ويدوس كرامتهم، ووليه يقول: دعوه يفعل ما يشاء، وعدم من تقهر هذا الولي الخاطئ ويوقفه عند حده راغمًا، ويعرفه بالقوة خطأه، وهي التي تكفل الحقوق إذا لم يفد حسن التفاهم، ولم يملك المسلمون سوى رفع أيديهم إلى السماء، ولم يكلهم الله عز وجل إلى ذلك، بل قال:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠] , وهذه القوة على حسب قوة الزمان، فإن كانت في زمن الرسول من رباط الخيل والأقواس والسيوف والسهام، فهي اليوم من الدبابات والطائرات القاذفة والقنابل الصاروخية والمدافع الثقيلة بعيدة المدى، والرشاشات والعبوات الناسفة، والقنابل المدمرة والمحرقة، ولكنه مع الأسف إن نجد أعداء الشريعة متفوقين في صناعتها وإيجادها بالملايين ومئات الألوف والمسلمين منشغلين بالبذخ ورفع العمائر ولبس الكسوة الفاخرة، وما كأن الكلاب أكلت عجينهم، ويرفعهم الموج تارةً ويخفضهم أخرى، وهم يقولون: هذا وابل ممطر، ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا واغفر لنا، ربنا انك أنت العزيز الحكيم، نسأل الله تعالى أن يلم شمل المسلمين ويجمعهم على الهدى وأن يجعل لهم جيشًا مشتركًا فيما بينهم، لا يقل عدده عن عشرة ملايين، زودوا بجميع أنواع الأسلحة الحديثة، ويحمله رجال من صفوتهم المخلصين يدافعون به عن كيان الإِسلام والمسلمين ويحوطون به عن سياج الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه ونعم المستعان.
وفيها في خامس من شهر رمضان قام شاب متهور عمره في ١٦ سنة، فأخذ مفاتيح سيارة أخيه وركبها وخرج بها ليفحط في ظلام الليل بمدينة بريدة، ولما أن سار بسرعة جنونية أصاب طفلة تبلغ من العمر ثلاثة سنوات إلى جانبها متعلق بقدم السيارة، ولم يشعر به المراهق المتهور حتى سار مسافة طويلة تسحبه السيارة وهو فار فرارًا شديدًا من جنايته الأولى، حتى أخبر بما يسحب بالسيارة فوقع ضحية هذا الشقي طفل وطفلة أبرياء حال كونهما