الموافق ٣ ذي الحجة عدد القتلى ثمانين ألف قتيل وثلاثمائة وخمسين ألف جريح، ومسحت البيوت على ظهر الأرض، وخرت الجبال وتكسرت من عظمة الزلزال، وشرد ثمانمائة ألف من السكان غير مواقع الهلكة، وتنجرف المياه أنهارًا على ظهر الأرض، وانقطعت المواصلات وتيارات الكهرباء، وكان حجم الخسائر البشرية والمادية من مائة وعشرين قرية انمحت عن أخرها ضخمًا جدًا إلى درجة أن الحكومة بقواتها تبذل قصارى جهودها ولا تستطيع أن تفعل الشيء الذي يكفل إنقاذ المصابين ومساعدة الناجين، ودعا المسؤول الإيراني جميع المواطنين في البلاد إلى التطوع لإنقاذ الجرحى، وكان من بين تلك القرى من عمهم الدمار، ولم ينج واحد منهم، وكانت الضربات تهز الإقليم وتدمر على التوالي شيئًا فشيئًا، وتداركت الزلازل وعم الخطر والهول، حتى كانت الأرض كالجحيم ولا يستطيع الدنو من مواضع الدمار أحد من الذين هبوا عن بكرة أبيهم للعلاج من الورطة.
وفيها وفاة الأمير محمد بن تركي، كان من الأسرة السعودية رحمه الله وعفا عنه فرفعت التعازي إلى الملك فهد وولي العهد ووزير الدفاع، وإلى أبنائه وعائلته.
وفيها وفاة علي بن إبراهيم بن علي الرشودي مدير عام المجاهدين، كان من جملة الذين درسوا علينا وأسرته آل علي، كما أن الفخذ الثاني ينتسبون إلى صالح، كان أبوه من زعماء مدينة بريدة، وعمه رئيس علماء القصيم فهد بن علي الرشودي، ويمتاز المتوفى بالعقل والكرم، وقد تولى سابقًا وكالة إمارة بريدة، ثم كان رئيسًا في البلديات رحمه الله وعفا عنه، وكان أديبًا مأمون الشر متزنًا، فرفعت التعازي إلى ذويه وأقربائه، وكانت في أوائل شهر ذي الحجة من هذه السنة.
وفيها في موسم الحج يوم عرفة أصيبت بعض خيام الحجاج في منى والحجاج في الوقوف بحريقة، واستطاعت الحكومة أن تقضي عليها قبل سريان النار، وعرضت الحكومة في الحال خيامًا سواها.
وفيها في موسم الحج أيضًا يوم عيد النحر وقع ارتباك شديد بين المارة في النفق المعروف بنفق المعيصم بمنى، وحارت الآراء حول أسباب ذلك، ولم تتكشف الأمور