إلى بعد ذلك، وقد عاقب الله من دبر هذه المكيدة بعقاب أليم، كما أنه قتل بعض مدبريه، وصدق الله حيث يقول:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج: ٢٥] , وقامت سيارات الإسعاف تنقل المصابين إلى المستشفيات والمستوصفات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد تأثرت الجهات المسؤولة عن ترتيب الحجاج وعلى رأسهم الملك فهد وولي عهده ووزير الداخلية، وكان هذا في منتصف النهار من يوم العيد.
تنبيه: قد ذكرنا فيما تقدم ما أصيبت به إيران من الزلازل العظيمة، وقد استمرت تلك الزلازل بحيث بلغت إلى يوم عيد الأضحى خمسمائة هزة، والله على كل شيء قدير، وارتفع عدد القتلى إلى مائة ألف قتيل وخمسين ألفًا، ولما عجز الأخصائيون عن ضبط العدد لضرورة الدفن الجماعي لم يتمكنوا من التوصل إلى الغرض المقصود الذي استهدفت له إيران، وكنت أظن أن الله عز وجل قد غار لحرمه الشريف وللأماكن المقدسة التي قال تعالى عنها:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج: ٢٥] , لما وقع من جهال إيران عليها، وقد قام المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يبعثون المساعدات التقليدية إلى إيران، وممن بعث إليهم المساعدات الحكومة السعودية، فقد بلغت اثنتين وأربعين طائرة تحمل الأدوية والمساعدات، كما أن حكومة العراق لم يمنعها معاملة الإيرانيين لهم عن أن يبعثوا إليهم المساعدات، وبالرغم من المساعدات التي بعثتها الحكومة السعودية التي بذلت من غير عدد ولا حسبان فإنها لا تزال في غيها وشرها، وما تقوم به المسبة والمهاجمات التي ملأت الفضاء بها انتقاصًا وازدراءً للحكومة السعودية، وفي كلام الحكمة الذي ينبغي إثباته قول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
تنبيه: قد أشرنا إلى الكارثة التي أصيبت بها قسم من حجاج بيت الله الحرام، وهي حادثة عيد الأضحى في هذه السنة، وذلك في نفق المعيصم الواقع حوالي