الحرم، فلقد أصيب حجاج بيت الله الحرام، وذلك في الساعة الرابعة غروبي من ضحى اليوم المذكور، وكانت الأزمة شديدة لم يعلم المشرفون ما سببها، فقد قيل أنه أصاب مراوح الشفط في ذلك النفق شوط كهربائي تأثرت له المراوح وفرت الخلائق هاربين من دون نظام، واصطدم الواردون بالصادرين مما سبب تلك الورطة التي شوشت على المارة فسقط أناس كانوا السبب في تضخم الواقعة فولى الناس هاربين لا يلوي أحد على أحد، ووطأ بعضهم بعضًا مما أسفر عن مأساة شنيعة، وأصبح جزء كبير قد سقطوا هلكى، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وكان قد عم الهلاك من وجد فيه من أجانب وأهالي، وجاءت التعازي من كل صوب ومن كل جهة من رؤساء الدول وملوكها إلى الملك وولي العهد وإلى الشعب السعودي يواسونهم في هذا المصاب الذي لم يعهد وقوعه منذ زمن بعيد، وقد أصيب الحجاج بضربة من الشمس في أحد أيام مني عامة ١٣٧٠ هـ ولكنها بسيطة إلى هذه، وكان أكثر من فقد عدد كثير من حجاج تركيا وإندونيسيا، وقد بقيت جثث القتلى في الثلاجات إذا أحب أهلوهم أن يتولوا دفنهم، وفي هذه الآونة أي بعد موسم الحج أذاعت الإذاعات عما ارتكبته حكومة إيران من قتل تسعين ألفًا من شعبها بعد مقاسات أنواع العذاب، والأشياء التي لا يمكن تصويرها، وسجن مائة ألف وأربعين ألفًا لوقاحة وسوء تصرف من تلك الحكومة.
وفيها في ٢٢/ ١٢ قام الرئيس السوري حافظ الأسد بزيارة رسمية لمصر وكانت هذه الزيارة لأول مرة في نشر الصلات والمودة بين الحكومتين، واستبشرت الأهالي وجميع العرب بذلك مما كان له صدى المحبة والوئام، وقد استقبل في شعب مصر استقبالًا لا يليق إلا برئيس عربي، وقامت الألوف بالتصفيق والترحيب له، ويعتبر الأسد من أكبر رؤساء العرب، نسأل الله له الهداية، هذا ولا تزال الأمة الإِسلامية والعربية والعجم في نزاع واختلاف، كما أن روسيا لا تزال تكابد مشاكل وتعاني أمورًا تتعلق بالمنشقين هناك.