تمكينهم في فلسطين، ولا ريب أنها خائنة في معاملتهم للعرب تلك المعاملة، وما أصيب العرب والمسلمون هناك، بل في كل مكان، وأعظم من هذه المصيبة قيام الصهاينة باعتقال أبناء العرب وسجنهم وتعذيبهم بضرب رؤوسهم بالحجارة وتهشيم جماجمهم وهم أحياء، وتهديم منازلهم وتشريدهم عنها وتقاعسهم عن علاج جراحهم في المستشفيات، وقد أوتي ببقية اليهود فجعلوا في مساكنهم وأجلسوا فيها, ولم يقم مجلس الأمن بما يسند إليه بل كان لا يعرف إلا اسمه، ومما يؤسف له إذاعة الملك حسين بن طلال ملك عمان والأردن أنه يتوقع وصول مليون مهاجر من يهود السوفيات خلال ثمانية عشر شهرًا، ويقول: الحرب قد تندلع بسبب تزايد الهجرة إلى فلسطين، كما أن مما يؤسف له إصابة ٣٢ فلسطينيًا بجروح وكسور، وتهدم قوات اليهود سبعة منازل في مدينة طولكرم وحلحول في ظرف يومين، واعتقلت ٣٧ فلسطينيًا، ولا ريب أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، والعدول إلى القوة تستدعي ثلاثة أمور:
إحداها: الاستعداد بالقوة كما أمر الله تبارك وتعالى بقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠] , وهي اليوم الطائرات والدبابات والذخيرة، وهي القنابل الصاروخية وسائر القنابل على اختلاف أنواعها، والعبوات الناسفة والمدافع الثقيلة على دعائه لا أمل ولا أكثر بل حثنا على اتخاذ الحيطة بقوله:{وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} ثم ثنى مرةً أخرى بقوله: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} حتى قال بعض العلماء: لو قيل لوجوبه لكان وجيهًا، ثم قال تعالى:{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ}[النساء: ١٠٢].
الأمر الثاني: التوكل على الله وطلب النصر منه، ومحاسبة النفوس عن العوائق التي تحول بين المسلمين وبين النصر, لأن النصر ينزل من عند الله تعالى.
الأمر الثالث: ما ذكره الله بقوله: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا