إن من روعة المصاب بأنا ... بأيدينا نبني علينا اللحود
أمة العرب ابتدى بعزاء ... وعزائي إليك هل سيفيد
وعزائي بمن يكون عزائي ... بفقيدٍ وهل يعود الفقيد
أم بمن ترز بعد حسين ... وهو الآن في العناد يزيد
أحسن الله في بنيك عزاء ... فيهم راعك الزمان الجديد
وهمُ بين هالكٍ وسقيم ... وضليلٍ قد حار فيما يريد
يتساقون من كؤوس المنايا ... بمدام هو الفناء الأكيد
وعلى الموت يصدرون حشودًا ... وإلى قبرها تساق الوفود
يا عراقًا به الجراح تنذى ... ألهب الغدر نارها والجحود
كيف تنسى طعم الجراح وتأسى ... بدماء الأبطال كيف تجود
فلقد أهرقت دماء أسود ... دون ذاك الشراب كانت تذود
وترويه في النجيع فيسمو ... سامعًا للعلا دعاه الخلود
كيف تهديه للعدو وتنسي ... إنها بالدماء عنه الأسود
قل لصدام يا لسوء زمان ... أنت فيه على العراق تسود
فلقد سقت للعراق مصابًا ... كالذي قد جفت عليها تمود
ولقد رعت فيه كل كريم .... مزق الظلم جسمه والقيود
وجعلت الحياة فيه جحيمًا ... وبه الحرب مبتلي والمسود
فعلى الهالكين يبكي الحيارى ... وعلى الفاقدين يأسى الفقيد
كيف يدعوا إلى الجهاد سفيه ... بدماء الأسود كان يجود
كيف يحمي حمى الشعائر نذل ... مجرم فاجرٌ دعيٌ طريد
ليس يرعى محارمًا لتقي ... وهو في الكفر بادي ومعيد
إنه العهر أن يقوم وضيع ... يدعي أنه الحكيم الرشيد
إيه يا أمتي لعل زمانًا ... نحن كنا أسياده سيعود
والعلى ليس يشترى بنقود ... ومع الغدر لا تفيد العهود