بريبة الغرور ومنع منتوجات الأردن وتوريدها على السعودية من جميع الخضروات، فإنه لم يزهد أن يطلق خطباء مساجده ألسنتهم بالسب والافتراء، وآخر شيء أن قام خطيب جامعهم المسمى العالم الفقير بأن الأردن لا تقوم بفريضة الحج في هذا العام لوجود أمريكا والحلفاء في مهابط الوحي، ويشيرون إلى الظهران من مهابط الوحي، وأن وجودهم في البلاد السعودية سواءً كانوا في شرقيها أو غربيها يمنع الحج حتى ولو كان ما بينهم وبين مكة المكرمة ألفا كيلو متر، وكان المدعو الشيخ على الفقير يتكلم بما يوافق هوى حكومته، فنشرت الحكومة السعودية نشرة معناها:"الحج فريضة لا تلغيها دعاوي السياسيين والمغرضين"، وأقول أن مما يثير الأسى ويبعث الأحزان أن تكون شعائر الإسلام في مطالع الأهلة وأداء الحج والعمرة تبعًا للسياسة، أو أن تكون مكة المكرمة هدفًا لسهام الراشقين وتفجير عبوات المفسدين، وملتقى نقمة المتذرعين أن مكة والمدينة يجب احترامهما وتقديسهما كما قدسهما تعالى، فلا سبيل إلى النيل منهما وإدراك الأغراض الشخصية بدوس كرامتهما، ولقد كانت كرامتهمًا واحترامها وتقديسهما كما قدستهما الحكومة السعودية وطهرتهما وأبعدت كل الأخطار عنهما، ولكن أين من يتكلم بالحقيقة وينطق بالحق يا أولي الألباب؟ {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور: ٤١] , ولو أن العدو إذا أراد أن ينال من عدوه لا يتذرع بالدين هدانا الله جميعًا إلى سواء السبيل.
وفيها حصل انقلاب في تشاد وأطيح الرئيس حسن حبري، وقام المتمردون يفعلون ما يشاءون ويحكمون بما يريدون، وفرَّ جميع القواد المتقدمين إلى موضع غير معلوم، وقد يكون ذلك بسعي من العقيد معمر القذافي.
وفي يوم السبت الموافق ٢١ جمادى الأولى دخلت الانتفاضة عامها الرابع من هذه السنة، وقد تأزمت الأمور في فلسطين بغزة والخليل والقدس، بل في الضفة الغربية، وكان يخشى من شباب المقاومة والانتفاضة العدول عن القتال بالحجارة والزجاجات الحارقة إلى السلاح، ولقد أحصى الذين قتلوا وجرحوا وأصبحوا