للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولًا: إن ذلك كحرب داخلية وثورات داخلية نصيبها عدم التدخل في شؤون العراق.

ثانيًا: أن أمريكا لا تزهد في تشتيت شمل العراق وضعفه لما سولت لرئيسه نفسه أن تسفر حالته عن أن يكون بارزًا على إسرائيل حليفة أمريكا لأن مما حفظ عنه في حالة طغيانه بأنه يستطيع القضاء على نصف اسرائيل، وفعلًا حصل على ما تمليه عليه نفسه من جمعه الطائرات والدبابات والصواريخ بعيدة المدى التي أبيدت.

ثالثًا: لعله يسترد شيئًا من حياته حتى يطالب بقرارات مجلس الأمن التي أدانته بجميع تعويضات ما قام به من الإفساد في الكويت وغيرها، والسرقة والتخريب ثم ترجع عليه بعد ذلك بالإطاحة بحكمه وقتله أو طرده، وكان في تلك المدة التي بلغت ثمانية أشهر وعشرة أيام لا يزال الجبن والضعف، ولو كان شجاعًا لظهر يقاوم الأبطال ويدير المعارك بنفسه لكنه كان يرسل شياطينه وأذنابه الحرس الجمهوري الذين باعوا إخوتهم برضاه واتكل عليهم فخاب وفشل وخسر الحروب كلها، وجرَّ على نفسه وقومه وشعبه واقعة بلاء ودمارًا، قد لا يتلاقى في عشرات السنين بحيث كان غير مفكر ولا عاقل ولا محنكًا إنما كان همجيًا لم يجد في شعبه رجالًا يوقفونه عند حده، ولقد حاولوا عدة مرات لاغتياله فلم يفلحوا بحيث بلغت العشرات، ولكن لما يريد الله بهم من بقايا شره لم يصب، وإذا قارنا بين حالته في إرغام قومه على أن يسكتوا عنه ويقبلوه رغمًا على أنوفهم وبين حالة أبي بكر الصديق وعمر بن عبد العزيز وعقلاء الرؤساء الذين كانوا يفرضون على شعوبهم إقالتهم من البيعة إن كانوا لا يرتضونهم، بل كان دكتاتوريًا مجنونًا أنزل على أمة لا تريده لا ترتضيه رئيسًا فجاء بإطاحة الرئيس حسن البكر واغتصبه عرشه، وآذى المسلمين عامة وأهل العراق خاصة، وفي الحقيقة إنه لم يروي التاريخ من نزول دم على الأرض عن ملك أخرق فعل مثل أفعال هذا الرجل، وليس العجب من مجنون يلعب بالنار ويقتل الأبرياء ويسفك الدماء إنما العجب من شعبه كيف لا يهجموا عليه هجوم رجل واحد ويستريحوا منه، ولكن الله سبحانه وتعالى له حكمة من وراء ذلك كله.