وفي رابع شهر رمضان قام الرئيس المخلوع يفجر آبار بترول العراق ويسعى بتخريب بلاده.
وفيها في آخر اليوم السادس من ٩ أصيب القصيم بصفرة وظلمة شديدة، واستمرت قبل وقت العصر إلى الغروب، وفي هذه الأيام التي توافق آخر برج الحوت وأوائل الحمل، كانت أراضي القصيم مزدهرة بالأعشاب وأنواع الربيع، فكانت الأمة يخرجون إلى رياض السكة وما يليها التي كانت قد أنبتت من كل زوج بهيج، وقد كانت السماء مدرارة بالأمطار الوابلة عليها بحيث كانت الشوارع المسفلتة داخل المدن قد اخضرت من طول بقاء الماء فيها في غير كثرة المستنقعات، ولكن لتدارك الأمطار، ولما أن كان في ١٠/ ٩ قامت قوات صدام حسين بضرب الثائرين عليه من جهة الشمال والجنوب، وامتلأت الشوارع في البصرة في جثث القتلى، وكان معظمهم من الأكراد، وبما أن الحكومة القديمة في العراق تملك بقية قواتها التي دمر معظمها فإن الثائرين من الأكراد والشيعة واجهوا قوات من عدوهم ولم يتلقوا مساعدات من المجاورين، فقد استهدفوا للقتل والدمار.
وفي ١٨/ ٩ أصيبت مدنهم بالدمار بحيث قضت قوات صدام بما فيها الطائرات العمودية وطائرات الهلوكبتر على المدينة، وجعلتها أكوامًا من الحجارة، وفرَّ المتبقون من الملايين عنه ميسرةً عن العراق، ولقد ضجت الأمة ولا سيما فرنسا من أعمال صدام الإجرامية الذي لا يعرف عن الحياة إلا القتل والأذى التدمير، نسأل الله العافية، وكانت المعارك ضارية جدًا في العراق بين الأهالي بما انتحله الطاغية، وكأنه لما فشل في حرب إيران وفي هجومه على الكويت وتعذيب أهلها، وأخرج منهد طريدًا قد قتل رجاله وأبيدت قواته، ورد الله كيده في نحره لم يجد مندوحة عن أن يعدل إلى قتل قومه وشعبه لما كان يسعى به من التخريب والإفساد، فقد قام هذا اللئيم على شعب العراق بقتل الأطفال فيها والنساء، إضافةً إلى ما أصيبوا بأسبابه من الجوع والأمراض الفتاكة، وإلى ما حل بهم.
وكان موقف أمريكا ومن حالفها أن تنظر إليه بعين المتفرج وتقف وقفة المتفرج، وذلك لثلاثة أمور: