الصقور، وكانت تلك الرياح مصحوبة ببرد شديد وغبرة وقترة، وكان من آثار تلك الرياح سقوط خيام في البراري استهدفت لتلك العاصفة.
وفيها في ١٧ شعبان وفاة الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الجبيلي رحمه الله وعفا عنه، كان من حملة المشايخ الذين أخذوا العلم عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وعن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، وتولى قضاء مدينة الخبراء في القصيم، ثم كان مدرسًا في مدينة تحفيظ القرآن في مدينة بريدة، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد حال كونه في مدينة بريدة، وكان ضرير البصر وله صوت جهوري في تلاوة القرآن.
وفيها في اليوم ٢٨/ ٨ قدم أمير الكويت جابر بن أحمد إلى بلد الكويت بعد مغادرته إياها سبعة أشهر وثمانية عشر يومًا، ولما أن ظفر الرئيس الأمريكي جورج بوش ذلك الظفر وتقدمت جيوشه محتلة من العراق وأراضيه مائة وخمسين كيلوا صفقت له الأمة معلنةً المديح له والثناء عليه، وقد كان باستطاعته أن يمحق العراق بأسرها ويزيلها من الكرة الأرضية، لكنه قال إني لم أت مخربًا ولا مدمرًا، بل جئنا لتحرير الكويت وطرد المغتصب عنها، فلذلك لم يفجر آبار النفط ولم يسع بالإفساد فيها، وهتك الأعراض، ونهب الأموال كما فعله رجل يدعي الإسلام ويبهرج بأنه عربي وغيور، فأصبح بضد ذلك، نسأل الله العافية وأذله الله وأخزاه وجعله أحدوثة للأمة إلى يوم القيامة وهكذا فعل الله عز وجل كن سعى فسادًا، ولقد ألقى الله عليه الخوف والذعر فبعث إلى الموالين له وهم السودان وتونس وحسين الأردن وعلي عبد الله صالح اليمني يطلب منهم أن يبعثوا المنهوبات التي وزعها عليهم في الكويت يردها إلى أهلها الذين أنتهبها منهم حسب قرار مجلس الأمن.
فيا عجبًا ويا سبحان الله كيف توصلت الأحوال به إلى هذه الدرجة، وقد ثار العراق بأجمعه عليه وأصبح في قتال مع الأهالي، وكان قد لجأ إلى استعمال الغازات السامة والكيماوية على الأكراد، ولكن أمريكا التي استولت على سدس مدينة العراق حدت من ذلك وإلا فإنها لا تزهد في ضربه في قبوه، والبقاء عليه.