وقد كانت بقايا من الفلسطينيين في الكويت لم يزهدوا في الأذى والانضمام إلى الطاغية ولكن أحيط بهم لما جاء النصر من الله.
ولما أن أصبح الرئيس صدام قد خسر الحرب ونودي بالإطاحة بحكمه، وكان كأسير في مخبأه قام الأهالي ضده بثورات عنيفة من الشيعة والأكراد، واستعملت الطائرات والمدافع بين أهالي العراق والجيش الجمهوري المحيط بالرئيس السابق، وحصلت فوضى في العراق وأصبح الذي يريد السيطرة على الدنيا كلها عاجزًا عن تخليص نفسه من شعبه الحانقين عليه، ولما أراد أن يستعمل على الثائرين عليه زيت الخردل والمواد الكيماوية وهددته أمريكا، وأصبح بحالة لا يحسد عليها، وهناك قام الفريقان بتبادل الأسرى، غير أن الأسرى العراقيين رفضوا العودة إلى العراق لما يتوقعونه من سوء الحالة فيها كيف وقد فرَّ من تمكن من الفرار إلى إيران وتركيا والأردن وغيرها.
وفي بقية أيام شعبان عادت الأمور إلى ما كانت عليه، أولًا في الدمام والخبر وحفر الباطن من الأمن والطمأنينة والهدوء، وقام أهالي الكويت ينظمون شؤون بلادهم بعد رجوعهم إليها، وقد التزمت العراق حسب قرار مجلس الأمن بإرجاع جميع ما سلبته وانتهبته من الكويت سواء من الذهب والفضة والحلي والنقود كذا أعمدة الكهرباء والإشارات التي في شوارعها، أو كان غير ذلك من السيارات والمكيفات وما يلتحق بها، وطلبت حضور من يستلمها، ولكن أهل المعرفة يقدرون ما انتهب من الكويت وخرب ودمر فيها بمائة ألف مليون على أقل تقدير، كما أن آبار البترول التي فجرت فيها لا يمكن القضاء على لهبها إلا بعد سنتين، وقد أثر الدخان على الطبقة الجوية بدخان أسود تراكم منه تطع سحب انتشر دخانها في شمالي المملكة السعودية بما في ذلك القصيم.
وفيها في ليلة الثلاثاء تاسع عشر شعبان هبت رياح شديدة السرعة على القصيم فأثرت على غربي القصيم الشمالي بأن سقطت أعمدة الكهرباء وخزانات الكهرباء بأن تحطمت وسقط لذلك الأشجار في الشوارع ونخيل ولا سيما في عقلة