للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك في الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت الرياض، ولما أن أعلن القرار كان فيما قبله وبعده سوء تصرف من العراق بحيث أنه لم يتوقف إطلاق النار منهم بصورة قطعية مما اضطر المشاركة إلى رد الفعل بالفعل بحيث سقط من أهالي العراق بالبصرة جملة قتلوا وحطمت من دباباتهم ثمانون دبابة، إضافةً إلى أربعة آلاف دبابة حطمتها أمريكا والقوات المشاركة، وخلفوا ورائهم حينما انهزموا مائة ألف قتيل وخمسين ألفًا وأسر منهم مائة ألف وخمسة وسبعون ألف أسير، ثم وقعت فوضى في اليوم الثاني عشر في مدينة البصرة وكسرت صور الرئيس صدام، ونودي بالإطاحة في حكمه وجرح الثوار في البصرة ابن صدام حسين وهو عدي بعد محاولة اغتياله، وقتل حاكم البصرة ورئيس البلديات فيها وخسر العراق مدينة الزبير والسماوة والبصر والناصرية، وقام الجيش ضد الرئيس الأول بقصف للحرس الجمهوري، ومظاهرات عنيفة بحيث سمع في إيران أصوات الانفجارات من ضرب المعارضين لصدام، وقام الرئيس المخلوع يفكر في جهة يلجأ إليها فمانعت روسيا من إيوائه، وقد يكون فرض بنفسه على أعوانه الذين زجوه في ورطة وعرض نفسه على الجزائر ملحًا فأجابت بأنه لا مانع من ذلك إذا وافقت أمريكا.

ولما أن كان في يوم الاثنين ١٨/ ٨ قدم ولي عهد الكويت رئيس الوزراء فيها سعد بن عبد الله بن صباح الكويت على متن طائرة سعودية بعد غيابه عنها سبعة أشهر وسبعة أيام، وقد أجمعت ظنون الأعداء ومن على نحوهم بأنها غابت شمس الصباح فلا يعودون إليها، وهذا يدل على تمام قدرة الله تعالى، وأن الإنسان لا ييأس من روح الله، فأول شيء بداية ركعتان ركعهما على مدرج الطائرة شكرًا لله تعالى وخضوعًا لعظمته، هذا وقد كانت سماء الكويت غمامة سوداء من دخان آبار الزيت التي فجرها طاغية العراق وبلغ عددها تسعمائة بئر، ومثل بمن وقعت يده عليه من أهالي الكويت المفقودين فيها بأن قلع أعينهم وأحرق بعضه فلم تعرف أجسامهم، وقتل الشباب والأطفال وألقاهم في الشوارع جثثًا هامدة، وأصبحت الكويت بمرأى حزينٍ تقشعر له الجلود وتحزن له القلوب وتنكره العقول البشرية،