للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استطاعت أن تطرد الجيوش العراقية وتأخذهم أسرًا وقتلًا وتحطم دباباتهم حتى خرجوا أذلة وهم صاغرون، وأسر منهم خمسون ألفًا ودمرت دباباتهم ولم تكتفِ أمريكا بذلك حتى سدوا الطريق بينهم وبين العراق يقتلون ويأسرون ولا يزال الضرب في مدن العراق مما حمل على الرئيس أن يعلن سحبه من الكويت، ويعترف بأن الكويت ليست جزءًا من العراق، ويخضع لقرارات مجلس الأمن صاغرًا مرغمًا، وأخذ يفكر في الفرار من العراق بجعل طائرتين على استعداد، ولكن أمريكا جعلت له أقمارًا صناعية تمنعه من الهرب حتى تخضع لجميع الخسائر التي أنزلها بالكويت، وقد شوهد من مصر التي بلغت جيوشها تسعة وثلاثين ألفًا، تقدمًا عظيمًا في طرد الجيوش العراقية أيضًا عن الكويت، ورفع العلم الكويتي في الكويت وفتحت السفارة الأمريكية بعد إغلاقها، كما فتحت بقية السفارات فيها، وقام الأهالي في الكويت يهزجون بالدعاء والثناء والشكر لصاحب الفضل عليهم الملك فهد بن عبد العزيز، وأصبح الذين ناصروا الشقي المعتدي رئيس العراق وزجوه في غيه وضلاله يعضون على أيديهم أسفًا على ما بدر منهم، بحيث جحدوا المعروف وأنكروا الفضل وجاهروا بعداوتهم كيف لا وهم يتربصون الدوائر ويظهرون في وقت العافية مالا يبطنون قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (١٠٧) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (١٠٨) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} [النساء: ١٠٧ - ١٠٩].

كان الحكماء قد قرروا على أن يجعل صدام في قفص المحاكمة بعدما أطيح في حكمه وخذله الله، وكان رفع العلم الكويتي فيها يوم الأربعاء في ١٣ شعبان من هذه السنة.

وفي صباح يوم الرابع عشر الموافق ٢٨ من فبراير شباط ١٩٩١ م تلقى السفير السعودي في واشنطن بلاغًا من الرئيس جورج بوش بالأمر بوقف إطلاق النار،