دبابة روسية، ولقد صفقت الكويت لما رأت قوات التحالف تنتشر في أرض الكويت تأسر وتدمر القوات العراقية، وكانت دبابات أمريكا تفوق في القوة والاستعداد، كما أن الدبابات البريطانية لها مفعول عظيم، هذا وقد كانت الطائرات المتحالفة تضرب العراق وتطالع عن كثب سير الدبابات والمحافظة عليها، وقد دمر الحلفاء وقتلوا أعدادًا كثيرة، وتقدمت ولم يفقد من جيشها سوى ثمانية قتلى وعشرين جريحًا، وما زالت قوات التحالف تحطم والجنود العراقيون يستسلمون، وذلك لما أنهكهم الجوع لأن خمس ملاعق من الأرز للجندي العراقي في اليوم والليلة غير كافية لأن تقيم صلبه، ولا سيما لما رأوا بمعاملة المملكة السعودية للأسراء العراقية من الرأفة والرحمة، لكن غالبهم مسخرون ومغلوبون على أمرهم عندما رأوا من تقتيل إخوانهم المسلمين.
وفي يوم الجمعة الموافق ٨/ ٨ صدرت أوامر الرئيس صدام على جنوده في الكويت بأن يترصدوا للمسلمين بعد صلاة الجمعة بأبواب المساجد فيلقون القبض عليهم ويجعلون عيونهم مغطاة ويحملوهم أسراء لا يعلمون إلى أي جهة ذهبوا فيلقونهم في العراق ويفجر بقية آبار البترول في الكويت حتى تم تفجير خمسمائة بئر في الكويت وأصبحت الأمور لا تبشر بخير بعد اندلاع النيران وإشعال الحرائق في أحياء الكويت، وقتل النساء والأطفال وهتك المحارم، وكانت الأمور لا تبشر بخير وتنذر بشرها وويلاتها، وفي تلك الأثناء تطلق العراق بتوجيه من رئيسها صواريخ سكود السوفيتية على المدن السعودية، وكانت آية من آيات الله في قوة القصف وشدة التدمير، لولا أن الله جعل لها صواريخ مضادة في الجو وهي صواريخ باتريوت الأمريكية، فقد أطلق الشقي صاروخًا على مدينة الخبر في الشرقية فسقط على عمارة فيها ذات طابقين، فقتل أربعين وجرح مائة وخمسين، وفقد أربعون تحت الأنقاض، كما كان يطلق الصواريخ على مدينة الرياض فأصيبت بعض المدارس وبعض البيوت فيها، ولولا أن الله دافع بفضله عن المسلمين لكان الأمر أدهى وأعظم، ولما أن توغلت جيوش الأمم المتحالفة ضد العراق في مدينة الكويت