ويكون ذكرى خير لا ذكرى شر، لأنها تَفْنى الذوات، وتبقي الأذكار، وكما قيل إذا كنت في أمر فكن فيه محسنًا فعما قليل أنت ماضٍ وتاركه، المسامع لقد تشفت الأسماع بمديح العالم الملك صديق بن حسن القنوجي النجاري وغيره من العلماء المستقيمين مثله.
وفيها في ٨/ ١١ قدمت رئيسة وزراء بنغلادش خالدة ابنة ضياء الرحمن على المملكة العربية السعودية للزيارة فاستقبلت بالترحيب بعدما أدت مناسك العمرة، وزارت مسجد المدينة المنورة ثم سلمت على المصطفى عليه الصلاة والسلام فلبثت أيامًا ورجعت إلى بلادها في ١٤ الشهر المذكور، وكانت بلادها قد أصيبت بحادثة الإعصار المدمر كما مرَّ وذكرناه مفصلًا.
وفي ١٤ المذكور أصيبت طائرة باحتراق في الجو أجنبية وكانت تحمل مائتي راكب هلكوا بأجمعهم، وفي تلك الأيام كانت الحكومة السعودية باستقبال حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن فاتحةً أبوابها للحجاج والعمار على الترحيب والدعة والسكون، نسأل الله تعالى حسن القبول، ونشر وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز التعليمات المرادة من كل حاج.
وفيها عقدت اتفاقية بين لبنان وسوريا تقتضي هذه الاتفاقية سحب سوريا قواتها الكائنة في لبنان، وقد استبشر العرب لذلك لعلها نهاية الأمور في لبنان، وفعلًا بدأت سوريا تسحب قواتها في ١٥/ ١١ من هذه السنة.
ولما أن قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ضد السعودية وانضم إلى رئيس العراق المخذول صدام حسين ساءت العلاقات بين البلدين وقام شعب اليمن ضد الرئيس علي الذي استهوته الشياطين وجحد المعروف وأنكر الإحسان إليه، وعاقبه الله بتشتيت اليمن وقام الشعب ضد الحكومة وأصبحت الأمور في اليمن تنذر بشرها وويلاتها، وكانت سعادة الرئيس يجاهر بلؤمه وجهله، وأنه لما يثير الاستهجان ويبعث الحزن أن تقابل أيادي السعودية وبذلها الأموال الطائلة وبناية المستشفيات في اليمن، وشق الطرق