وأضغانه وانهد من القواعد بنيانه وأبان للناس ما لديه، وكشف عورته بيديه، تصدى له الشيخ ودحض حجته.
ومن مؤلفات الشيخ رحمه الله رده على داود بن جرجيس، وكان داعية للكفر وعبادة الأوثان، فرد عليه بما شفى وكفى، ولما وقف الشيخ عبد القادر أفندي البغدادي الحنفي في رده على داود بن جرجيس أثنى عليه ثناءً جميلًا وقرظّ عليه بهذه الأبيات:
عبد اللطيف جزاه الله خالقنا ... يوم الجزاء بأجرٍ غير ممنون
هو الهمام الذي شاعت فضائله ... في الشرق والغرب من نجد إلى الصين
بحرٌ من العلم يبدي من معارفه ... بديع رد غزير القدر مكنون
حمى طريق رسول الله عن شبه ... منسوبةٍ لجهولٍ غير مأمون
وساوس وأقاويل ملفقةً ... كأنها بعض أقوال المجانين
ظن ابن جرجيس من جهل ومن سفهٍ ... لم يبق في الناس ذو علم وتمكين
فقال ما قال من زورٍ ومن كذبٍ ... ومن خرف قد تبدي غير موزون
ولم يكن عنه يغني الظن فانعكست ... ظنونه في مجالٍ غير مظنون
إذ رده ناكصًا يدعو النجأ على ... أعقابه بخسر الدنيا مع الدين
أن ابن جرجيس برذون وذا أسدٌ ... وهل تقاس أسود بالبراذين
دلائل تعتلي كالشهب أرسلها ... عبد اللطيف رجومًا للشياطين
جزاه مولاه عنا كل صالحةٍ ... من جنة الخلد في يوم الموازين
أما رسائله ونصائحه فقد جمعها الشيخ الموفق المعاصر سليمان بن سحمان وجعلها منسوقة واعتنى بضبطها والتعريف بها، وجعل لكل رسالة مقدمة فيما تحتوي عليه، ولم يفته منه إلا النادر، ويا ليته اعتنى بترتيب الرسائل وذكر وقت التاريخ لوضع المؤلف لها، وها هي منشورة في مجموع الرسائل والمسائل النجدية، فعلى من أحب مراجعتها فليراجعها فإن فيها مالا عين رأت ولا أذنٌ سمعت، بيد أنه يجمل ترتيبها ووضع تاريخ لكل رسالة أن تيسر ذلك، وساقها