للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله إلى خبير بتلك البضاعة، فيا حسنها والإخلاص قد كساها، وعلم القبول يلوح بين أسطرها وجلاها، ويباهي شمس الضحى حسنها وسناها، وقد وضعها الشيخ المعاصر في نحو من عشرين كراسة سماها عيون الرسائل والأجوبة على المسائل، فناهيك بها أمارات أعربت عن قدر منشئها ومنزلته، وأجوبة أفصحت عن براعته ودرجته.

فمنها رسالته إلى علماء الحرمين الشريفين زادهما الله تشريفًا وتعظيمًا إلى يوم الدين، وسبب ذلك لما ورد أمر السلطان العثماني بأن يعطل الأذان في الحرمين الشريفين، وأن تكشف النساء عن وجوههن للفجرة والفاسقين، فغار الشيخ لهذا النبأ الفادح وحملته الغيرة الدينية والحمية الإسلامية والأنفة العربية على مكاتبتهم في شأن هذا الأمر العظيم والحدثان الفظيع الذميم. ودفع مفاسد ما أراده أعداء الله رب العالمين، وما أحدثه أضداد الملة والدين، وما انتحلوه من تغيير شعائر الإسلام وهدم معالمه العظام، فصدر هذه الرسالة بالحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وجعلها بعد إهداء التحية لأنصار الملة الحنيفية والحماة للشريعة المحمدية ولم يعين إنسانًا بعينه وحثهم على نصرة الدين وأنهم إذا تخلوا عنه فكيف ينصر.

كفى حزنًا للدين أن حماته ... إذا خذلوه قل لنا كيف ينصر

وتلطف في هذه الرسالة لعلماء الحرمين لعل الله أن يبطل ما أسس من هذه الضلالة، فانظر إلى ما أعطاه الله من الحكمة وحسن التخلص بأن جعلها لحماة الشريعة والمدافعين عن كيانها، وإن هذه الفادحة ملقاة على عاتقهم.

ومنها رسالة وضعها رحمه الله وتغمده بإحسانه وصب عليه من شأبيب بره وامتنانه، وهذه إلى سائر المسلمين أرسلها يحرضهم فيها على الجهاد في سبيل الله والتزام أصول الدين والاعتصام بحبل الله المتين، ويذّكرهم نعمة الله التي أمنن بها عليهم بدعوة شيخ الإسلام وقدوة العلماء الأعلام الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" أجزل الله له الأجر والثواب إذ كانوا قبله على جاهلية جهلاء وضلالة عمياء وبدعة صماء لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه.