للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها رسالة إلى محمد بن عون من أهل عمان، وذلك أنه أورد عليه جهمي من ضلال الجهمية النفاة أسئلة شنيعة تدل على قلة بضاعة متعسفها، فبعث بها إلى الشيخ الإمام عبد اللطيف، فلما وردت عليه أجاب وأفاد وقرر وأجاد: إفادة لمحمد بن عون إذ كان من أهل التوحيد والإثبات، وممن جاهد الجهمية في تلك الجهات، وإلا فليس هذا الجهمي الكافر كفوء للجواب لأنه من العجم الطغام وأضلّ من سائمة الأنعام، وقدموه هذا الجهمي الكافر بهذه السفسطة والجعجعة وهرقع بهذه المخرقة والقعقعة، وظن أن ليس في حمى التوحيد من أهله ضيارم ولا لتلك الشبه المتهافتة من عالم مصارم كلا والله إن الليث مفترش على براثنه لحماية حمى التوحيد وقاطنه، فأجاب الشيخ وأبان وأوضح الحق حتى علا واستبان، فرحمة الله عليه من إمام جهبذ ألمعي ومقول بارع لوذعي أحكم وأبرم من الشريعة المطهرة أمراسها، وأوقد منها للورى نبراسها، وسقى عللًا بعد نهل غراسها، فأورقت وبسقت أشجارها وأينعت بحمد الله ثمارها، فجنى من ثمارها كل طالب مسترشد، وورد من معينها الصافي كل موحد.

ومنها رسالة له قدّس الله روحه ونور مرقده وضريحه في توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العبادة، أبلغ فيها غاية البلاغة وأفصح في ترصينها وترصيعها بأوضح عبارة، فحقيق لمن نصح نفسه ولها عنده قدر وأحب سعادتها وسعى في نجاتها وتخليصها، وأراد إفادتها أن يتحقق بما اشتملت عليه من العلوم النافعة واللطائف، ويسيم ثاقب فكره في مروج معانيها وما احتوت عليه من الحقائق والمعارف لأن ما اشتملت عليه هو أهم الأشياء وأجلّ العلوم، وعليه المدار وعنه السؤال يوم القيامة.

وأمر هذا شأنه حقيق بأن تثنى عليه الخناصر ويعضّ عليه بالنواجذ، ويقبض فيه على الجمر، فحقيق بالمؤمن أن يتدبرها فإن فيها مالا يوجد في المطولات بأتم عبارة، وأوضح بيان لأهل العقول المستنيرات.

ومنها رسالته إلى زيد بن محمد آل سليمان وهو من أعيان المسلمين وعلمائهم