فسلمت العراق جميع تلك الأسلحة، والمواد، واعترفت العراق أنها اشترت تلك المواد والأسلحة التي أبرزتها بعشرة مليارات، وردت على الكويت ألف سبيكة من الذهب وأربعمائة سبيكة مثلها، وذلك في ٣/ ٤ يوم الثلاثاء، ووعدت بأنها ستسلم بقيمتها في يوم الثلاثاء المقبل ١٠/ ٤ من هذه السنة، أما عن الأسراء فجعلت تماطل بوعودها، كما أن الأقمار الصناعية اكتشفت أسلحة باقية لم تسلم، فخبأه العراق وكان الرئيس صدام قد ضيق على الشعب في المدة الماضية، واشترى بجزء كبير من ناتجات البلاد وبترولها تلك الأسلحة، وبهذا تبين حالة الرئيس المقهور والمغلوب وما بيته للجيران من الغدر والخيانة.
وفيها في يوم الاثنين الموافق ٩/ ٤ أطيح الرئيس السوفيتي ميخائيل غوربتشوف، وكان ذلك في ظهر ذلك اليوم، ولما جرى ذلك الحادث الجلل في روسيا تكشرت أنياب الفتن في موسكو وحدثت لذلك رنة أسف في الدول الكبار، وأظهرت اليابان أسفها الشديد لذلك، كما أن الرئيس الأميركي جورج بوش تأثر لذلك ولكنه أبدى أنه لا يتدخل في شؤون الدول الداخلية، وقد قامت مظاهرات في موسكو ضد الذين أطاحوا بحكمه، وقامت مصفحات وقوات هناك خشية الفوضى، وكان قد أناب وكيلًا عنه قبل أن يتخلى عن الرئاسة، وكان الذين نقموا منه رأوا ضعف حزمه واستهانته بالأمور وتدخله فيما لا يعنيه كحربه في أفغانستان وإمداده العراق بالأسلحة الخطيرة، أضف إلى ذلك سوء الاقتصاد في روسيا وما أصيبوا به من ذلك.
ومن كلام الشيخ أحمد بن علي بن مشرف وحكمة قوله:
وأنى يحوط الملك إلا سميدع ... يخوض لظى الهيجاء ليس بهائب
له غيرةٌ تحمي الرعايا كأنها ... حمية ضرغامٍ جسورٍ مواثب
ولا مجد إلا بالشجاعة والندا ... وجر العوالي فوق مجرى السلاهب
فقل لإمام المسلمين وسر له ... بنفسك أو أبلغه مع كل راكب
وأنشده إن أحسست منه تثاقلًا ... إذا لم يسالمك الزمان فحارب