بدور علًا هذا هوى لمغيبه ... وذا في سماء المكرمات يجول
وفيها قامت الحكومة السعودية بجد ونشاط في إيجاد الأسلحة الحديثة والاستعداد بالقوة، كما نص علي ذلك القرآن الكريم بقوله:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠]، لأن بذلك يندحر كيد كل كائد، ولا ينبغي التغافل عن ذلك، ونضرب مثلًا والأمثال تضرب للناس بأن الطائر المعروف بأم سالم كانت تسجع بالتغريد في أيام الربيع، فكانت ترتفع إلى السماء ثم تهبط بسرعة لها تغريد وفرح في أيام الربيع، وبينها وبين النملة تفاوت عظيم في ذلك الوقت، فالنمل يجمع الحب من القمح ويحمله إلى بيوتها وهذه مشغولة بتغريدها فهذه تدخر القوة وهذه مشغولة عنه، فقدر أن نزل ضيف بعد الربيع بأم سالم، فلم يكن لديها شيء فذهبت تقترض من النملة قوتًا لضيفها فقالت لها: يا أم سالم قد ألهتك القصائد يوم الحصائد، فذهب ذلك مثلًا بين الأمة لمن كان يلهو بطرب ساعة ويهمل مصلحة المستقبل، ومن نظر إلى طبيعة النملة في ادخارها القوت فإنه يستفيد من استعدادها لنوائب الزمان، وعليك أيها البارع الأديب الأريب بالنظر في كلام العالم ابن القيم ووقوفه على طبائع الحيوانات وإلهام الله لها حتى ذكر رحمه الله أن الملوك البارعين يأخذون من طبائع النحل مع يعسوبها سياسةً وتقليدًا.
دخول شهر ربيع الثاني من هذه السنة استهل هذا الشهر والأمور بين يوغسلافيا والصرب وكرواتيا هائجة مائجة، وقد تطور الخلاف بينهم وجعلت الدبابات والطائرات والمدافع تلقي بقنابلها من هنا وهناك، وعجزت الأمة في أفريقيا وغيرها عن وقف ذلك القتال والبلاء المتراكم، وسقطت مئات القتلى ومئات الجرحى بين الفريقين، وقد قامت يوغسلافيا فضربت قصر الرئيس الكرواتي، وجرَّت المدافع والدبابات، وأرسلت أسراب الطائرات على منخفض فوق جو كرواتيا فيما سبب لها إدانتها عن هذا الاعتداء الوخيم.
وقد حاصرت قوات أمن إسرائيل الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وقتلت فيه خمسة عشر فلسطينيًا، ولم يرعوا ثاني القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حرمةً ولا كرامةً فنفذ فيه حريق بقصد إلقاء القذارة والأوساخ وإرادته بالسوء والهدم فيقتلوا المسلمين فيه ويعصون الله ورسوله، ويقتلون الأبرياء ويغتصبون أملاكهم ولا