في هذه السنة وجسمه ممتلئ، وتقدمة في قوة نفسه، رحمه الله وعفا عنه عن عمر يناهز ٧٩ في هذه السنة.
وممن توفي فيها إبراهيم بن صالح بن سليمان المطوع أخو الشيخ محمد بن صالح المطوع لأبيه، كان ذا شخصية بارزة ومنظر حسن، أخذ في الدراسة على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي مؤدب الجيل، ولما حذق في الدراسة والكتاب ومبادئ علم الحساب، أخذ بيده والده وجعل يسافر به إلى الشام وغيره في تجارة الإبل والسمن وغيرها، فكان يتقلب في ذلك العمل إلى أن توفى والده صالح بن سليمان، فاستمر في سنة ١٣٦٥ هـ في أعماله ويؤثر الكسوة الفاخرة، وله قوة نفس ومعاملة حسنة ثم إنه أكثر من تناول الحبوب المقوية والمهدئة لأنه لا يخلو من مرض السكر.
وممن توفى فيها الشيخ إبراهيم بن ضيف الله اليوسف من أهالي قرية الشماسية في القصيم، وهو من قبائل أهل القصيم، ولد في عام ١٣٣٢ هـ, وأخذ في تعليم القرآن من أحد المعلمين في المدارس الأهلية، ثم أخذ يطلب العلم، ومن مشايخه الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن، وأخذ عن الشيخ محمد بن صالح المطوع في مدينة بريدة وغيرهما، وكان موضع التقدير من أمته، وكان له زملاء في مهنة الزراعة في بلده فإذا ما حلت الشمس في برج الجوزاء ساروا إلى مدينة بريدة لأخذ العلم عن العلماء إلى أن تحل الشمس في برج الميزان فيرجعون، وإذا ما رجع فإنه يجلس يعلم بني وطنه، وقد كان إمام جامع الشماسية وخطيبه، ثم ترك ذلك بعارض قد أصابه، ولما أن فتحت المدرسة الحكومية الابتدائية في قرية الشماسية التحق بها كمدرس ديني، ولبث في هذه الوظيفة قرابة خمس وعشرين سنة ثم أحيل علي المعاش فلبث في بلده يفيد السائلين من أهل بلده رجالًا ونساء، وكان موضع التقدير حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة، رحمه الله وعفا عنه، ويلاحظ عليه أنه قطع الزيارة عمن تعلم منه، فكان لا يزور ولا يزاور مع قرب المسافة، والله يغفر له، وقد رثاه بعد موته أحد طلابه بمرثية طويلة قال صاحبها: