وكم كشفوا من شبهةٍ وتصدروا ... لحل عويص المشكلات الكوادر
وكم سنن أحيوا وكم بدع نفوا ... وكم أرشدوا نحو الهدى كل حائر
لقد أطدوا الإسلام بالعلم والهدى ... وبالسمر والبيض المواضي البواتر
تغمدهم رب العباد بفضله ... ورحمته والله أقدر قادر
وكان بين الشيخ عبد اللطيف وبين الشيخ أحمد بن علي بن مشرف صحبة أكيدة فكتب إليه الشيخ المترجم رسالة يعتب عليه فيها وينادمه وضمنها هذا البيت المنسوب لضمرة بن ضمرة التميمي وهو قوله في قصيدة:
وإذا تكون كريهة ادعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
وبعضهم ينسب هذا البيت لعمرو بن الغوث بن طيء فبعث إليه الشيخ أحمد يقول: بعد التحية، وبعد فقد وصلنا كتابك وهيجنا بديع خطابك واستشهادك بالبيت القديم الذي هو لبعض بني تميم إلى نظم أبيات على تلك القافية، وهي في الاعتذار كافية ثم نسج الشيخ أحمد كعادته في القريض أبياتًا على هذا البيت من بحر الكامل مدحًا للشيخ المترجم ومنادمةً فقال:
الود أصدق والتوهم أكذب ... فعلام تلحقنا الملام وتعتب
أتظن أنا قد جفوناكم فلا ... أدري أظنك أم عتابك أعجب
الدين يأبى والمروءة والإخا ... ما قد ظننت فبرق ظنك خلب
أتظن في أهل الحفيظة والنهى ... هجر الصديق بغير ذنبٍ يوجب
أو كفرهم بعض الأيادي بعدما ... وجب الجزاء لها بما تستوجب
أو ينكرون أخوة قد أكدت ... بقرابة ومناقب لا تحسب
أو لم تكن في الحلم طودًا راسيًا ... والعلم بحرًا طاميًا لا ينضب
وأبوك حبر فاضل من علمه ... ترجى الهداية والمقال الأصوب
إن خاض في علم الحديث فمسلمٌ ... أو علم فقه قلت هذا أشهب
ولمن مضى منكم فضائل جمة ... كدنا بها فوق المنابر نخطب
أتقول إذ قد لمتني متمثلًا ... بقديم الشعر قاله من يعتب