وإذا أتتك كريهةٌ ادعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
فلكاهما تدعى إليه بحول من ... وهب الجزيل ووعده لا يكذب
فاصفح ولاحظنا بعين الرضا ... وأقبل إذا اعتذر المحب المذنب
وانظر إلى درر القريض نظمتها ... يزهى بها العقد النفيس المذهب
وفي جيد غانيةٍ حكت شمس الضحى ... فإذا تجلت كل نجمٍ يغرب
تهدي إليك تحيةً من مولعٍ ... من نشرها فاح العبير الأطيب
وبها تأرجت الرياض وأزهرت ... فيها الرياض فطيرها يتناوب
ثم الصلاة على النبي محمدٍ ... ما لذ في الأسماع صوت مطرب
وعليه تسليم الإله وروحه ... ما جاد في الإثنا عليه المطنب
وآل والأصحاب ما مزن بكى ... فاهتز يضحك بالنبات المجدب
واعلم أن رتبة هذا العالم رفيعة ومنزلته شريفة، قد تبحر في العلم حتى كأن العلوم نصب عينيه وأثنى عليه العلماء والرؤوساء.
ولما مات بكى لمصابه الشيخ حمد بن عتيق وأشتد نحيبه وظهر عليه الحزن فقيل له يرحمك الله، لقد مات الشيخ أبي بطين فلم نر منك هذا التأثر ومات الشيخ عبد الرحمن بن حسن، فما وجدت عليه وجدك بالشيخ عبد اللطيف فقال بوفاة الشيخ أبي بطين ووفاة الشيخ عبد الرحمن نسلوا بهذا الخلف، فلما مات هذا الشيخ من أين لنا منه خلف.
وقد قال الشيخ العارف سليمان بن سحمان يمتدحه ويثني وذلك لما أراد جمع رسائله وأعجبته واستحسنها ذكر مقدمة لها وباح بهذه القصيدة التي خرجت من لواعج الإحشاء:
فيا من هو العالي على كل خلقه ... وسوى السموات العلى وبناها
وكان لها سبحانه جلّ ممسكًا ... بغير عماد في الوجود نراها
وزين أدناها بشهب ثواقب ... مصابيح في ديجورها ودجاها