كلٌّ منهم يدعي أنها له، وبما أن إيران أقوى من الإمارات فتطمع في ضمها إليها، وبذلك توفرت المشاكل بين إيران والإمارات، وقد حصل قبل ذلك نزاع بين البحرين وقطر في شأن الحدود بينهما، وبما أن البوسنة والهرسك استهدفت لغارات النصارى من سكان الصرب، وفعل بهم النصارى الأفاعيل التي لم تجرِ في تاريخ البشر، بحيث هجم الصربيون على المسلمين في البوسنة وذبحوهم في مساجدهم ورفعوا صور القتلى يزورون على المسلمين بأنه فعلوا بالصرب ذلك وقلبوا الحقائق، فقد قام المتطوعون من أهالي الصرب وهجموا على المسلمين وقتلوا من تبقى بعدما طبعوا صورة الصليب على صدورهم تبل الذبح ولطخوا حيطان المساجد بدمائهم، وجعلوا ينادون بمكبرات الصوت بانتصار النصارى وذل المسلمين، وجعلوا يكتبون على ما تبقى من حيطان المساجد هذه الكلمات قتلنا كلاب محمد وهتكناهم وسبيناهم، ويستهزئون بالإسلام وأهله وذلك لأنهم لم يجدوا سطوة المعتصم، ولا وقوف صلاح الدين الأيوبي في وجوههم، ولقد جزع لذلك شباب من المسلمين وخطباء قاموا ينادون بالويلات على ما جرى على المسلمين وبحت الأصوات في الدولة السعودية، ولكنها صرخة في وادي خالٍ من البشر، فإنها بعثت المساعدات من الأطعمة والأغذية والملابس، ولكن نصارى الصرب يقفون دونها ويمنعون من وصلوها اليهم، ولكن أمريكا والولايات المتحدة رأت أنها إذا لم تصل إليهم الإمدادات من الأغذية والكسوة فإنهم بمناسبة حلول فصل الشتاء سيبادون عن أخرهم، فبعثت إليهم مساعدات، وبعثت قوات لحقتها حتى تصل، وذلك في ٦/ ٤.
وبما أن البوسنة والهرسك بهذا الوضع فإن الصومال لا تقل عن الهول الذي لحق بإخوانهم، وكذلك مسلمو كشمير وما نالهم من أذى الهندوس وأصبح الإسلام وأهله يلاحقون ملاحقة لقتلهم والقضاء عليهم، وقد بلغ في الصومال والبوسنة والهرسك ما لا يتلافا اصلاحه إلى آخر الأبد من الأذى والتدمير والإفساد، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.