للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنبيه: قد ذكرنا فيما تقدم اغتيال الرئيس الجزائري لما صعد إلى المنصة ليلقي خطابًا فأصيب برصاص من بعض المعترضين له، وبعد اغتياله جرت مظاهرات وامتلأت السجون بسبب قتله، وحصلت مفاسد هناك مما أدى إلى الفوضى، وكان الذين اغتالوه يرون أنه ضد أهل الإيمان ومنحرف عن الحق، وقد استمر النزاع والشقاق هناك.

وفيها في شهر ربيع الأول أصيب ملك الأردن الحسين بن طلال بمرض السرطان في كليته وجهة مثانته مما يليها فذهب إلى بريطانيا للعلاج واستئصال ما تدعوا الحاجة إلى قطعة وبعد العلاج رجع في أوائل ربيع الثاني من هذه السنة وفرحت الأمة هناك برجوعه، وجعلت تصفق استبشارًا برجوعه، وكان فيما يظهر أنه حصل تفكك في حكومة عمّان من بعض المنتقدين لسياسته، وعمل أناس في الخفاء ضده حيث كان مناصرًا للعراق ويمدها بالسلاح سرًا، وإن كان لا يتظاهر بعداوة المملكة السعودية فإن أعماله تدل على موالاته لأعدائها، وهي ثالثة حكومة غمرتها السعودية بالمساعدات، فاليمن والسودان قد انقلبوا بعداوة وكفران النعمة، ولكن الله بالمرصاد فقد حصلت ثورات في السودان وانشقاق، كما حصلت ثورات في اليمن الجنوبي والشمالي، وأصبح الرئيس اليمن علي عبد الله صالح يكابد المشاق في تمرد شعبه وأنواع المشاكل في اليمن، وأصبحت الفتن في اليمن والسودان تغدو وتروح، نسأل الله العافية.

أما العراق فقد انشق إلى ثلاث فرق: فرقة ثارت ضد الحكومة، وفرقة الأكراد، والفرقة التابعة لصدام، وهم يدبرون الحيل لاغتياله مرات عديدة، ولكنه قد نصب المشانق والنار والحديد، وأصبح الطاغية الذي يمني نفسه بجعل الكويت ميناء للعراق بعد قتل السكان، وأن يغزو الجيران في عقر دارهم عاجزًا عن تدبير شعبه الذي انشق عليه وأصبح ضحكة للأجانب فالحمد لله الذي عافا المسلمين مما ابتلاه، وبكل حال فإن حالة المسلمين اليوم يرثى لها من التفكك والنزاع والشقاق، نسأل الله تعالى أن لا يجعلهم فتنةً للذين كفروا، وأن يجمع شملهم على التقوى، وأن يجعلهم يدًا واحدة على أعداء الإسلام.