فرح صدام حسين واستبشر بذلك، فقد أظهر احتفالًا في مقره في العراق، وقد قيل أنه ذبح من رؤوس الضأن أعدادًا، وعيد عيدًا في موضعه.
أما عن الرئيس الجديد الأمريكي فقد استهل رئاسته مناصرة اليهود وأنه لا يمكن تركهم هم والعرب بهذه الحالة، كلما أنه أبان عن النظر في جعل جمارك على الباخرة الخارجية، والواردات الأوربية، وكان بذلك يريد تحسين الوضع الاقتصادي بأمريكا، ولقد كان من المعلوم اهتمام أمريكا بأمر اليهود ومناصرتهم وإمدادهم بالأسلحة والأموال الطائلة يتوارثون هذا رئيسًا بعد رئيس، ويعتدون بها على العرب في إقليم الشام في فلسطين وبيروت ولبنان، ولأن كان الرئيس حافظ الأسد في سوريا وملحقاتها فإنه لم يحصل على مقصوده في الجولان حتى ١٤/ ٥ من هذه السنة، وطلب أن يباشر مهمته إلا في السادس عشرة، وترك للرئيس بوش أن يقضي أعماله وينهي تصرفاته الى آخر العقد، واستمرت الأمور في بورما والبوسنة والهرسك، وفلسطين ولبنان، وأفغانستان وغيرها على حالتها تعطى تدابير الرئيس الجديد هذا، ولا تزال النصارى في تعذيب المسلمين هناك، وبما أن الإمدادات ترد على نصارى الصرب من إخوانهم، فإن المسلمين في البوسنة والهرسك لا يمدهم أحد، ولكنهم يقومون بدفاع مستميت، وقد تصلهم الإمدادات، وقد لا تصلهم، ينادون بطلب الغوث ولكن مع إن الأشد من ذلك صرخة في وادي خالي من البشر، وقد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أخبر عنه بقوله:"يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أمن قلة فينا يا رسول الله؟ قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله هيبتكم من قلوب عدوكم ويجعلها في قلوبكم" ومما قيل في شكوى الزمان والحال قصيدة للشيخ علي بن حسين بن الشيخ الإمام وقدوة المؤمنين من الآنام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى لما نكبت الدرعية وحل بنجد ما حل بها، نذكر منها قليلًا، وكان يرثى لحالة المسلمين اليوم في بعض الأماكن والأقطار:
خليلي عوجًا عن طريق العواذل ... بمهجور ليلى فابكيا في المنازل