لعل انحدار الدمع يعقب راحةً ... من الوجد أو يشفي عليل البلابل
أرى عبرةً غبراء تتبع اختها ... على أثر أخرى يستهل بوابل
تهيج ذكرًا للأمور التي جرت ... تشيب النواصي واللحا للأماثل
وتسقط من بطن الحوامل حملها ... وتذهل أخيار النساء المكافل
وتخفق رايات الجهاد شهيرةً ... بشرقٍ وغربٍ يمنة والشمائل
تبدلت النعما بؤسًا وأصبحت ... طغاةٌ عتاةٌ ملجأ للأراذل
وبث غلاة الدين في الأرض بغيهم ... وَرِيْعت قلوب المؤمنين الغوافل
وأقبل قادات الضلالة والردى ... وساداتها في عسكرٍ وجحافل
إلى أن قال:
وفرَّعن الأوطان من كان قاطنًا ... تراهم فُرادى نحو قطرٍ وساحل
وفرق شملٌ كان للخير شاملًا ... وزالت مولاة المسلمين الأعادل
وساد شرار الخلق في الأرض بعدهم ... ودارت رحى للأرذلين الأسافل
فأصبحت الأموال فيهم نهائبًا ... وأضحت الأيتام خمص الحواصل
فكم دمروا من مسكنٍ كان أنسًا ... وكم خربوا من مربع ومعاقل
وكم خربوا من مسجدٍ ومدارس ... يقام بها ذكرى الضحى والأصائل
وكم قطعوا من باسقاتٍ نواعم ... وكم أغلقوا من معملٍ ومغازل
وكم أهلكوا حرثًا ونسلًا ببغيهم ... وكم أيتموا طفلًا بغدرٍ وباطل
وكم حرفوا من كتب علمٍ وحكمةٍ ... وفقهٍ وتوحيدٍ وشرع مسائل
وكم هدموا سورًا وقصرًا مشيدًا ... وحصنًا حصينًا أوهنوا بالمعاول
وكم أسروا من حاكمٍ بعد عالم ... وكم زلزلوا من محصنات غوافل
وكم قتلوا من عصبة الحق فتية ... تقاةٍ هداةٍ في الدجا كالمشاعل
يذودون عن ورد الدنا بتوسمٍ ... ويسعون جهد الاقتناء الفضائل
فما بعدهم والله من داعي له ... ولا بعدهم للخير والدين فاعل
وفيها في الوسمي في نوء السماك ١٥ العقرب هطلت أمطار موسمية وهي