ولا سيما في فصل الشتاء، وسلط الله بعضهم على بعض يتناحرون، فأريقت الدماء هناك وعجزت الأنس والجن عن تسكين تلك الحروب فيها، وإذا جاءتهم المساعدات تخطفها القوي وضاع الضعيف، وهناك ترسل إليها مواد الغذاء يوميًا، وقدم إليها مندوبو الدول الكبار والصغار لتسكين تلك الفتنة الثائرة فيما بينهم وأسبابها عظيمان فيها يتنازعان الرئاسة، ولكل واحد منهما أنصار وأعوان، فأصبحت تلك المملكة العظيمة قابعة بشر البلاء المستطير، وقد تكون لكل زعيم منهما أنصار يمدونها بالسلاح والقوة، ولا تخلو هذه المسألة من دسيسة ضد الإسلام فيها، لأن دين الإسلام أصبح يلاحق ملاحقة لإبادة أهله، ولا يزال اليهود والنصارى جادين في هذا السبيل، ولقد توسطت الوفود وبذلوا جهودًا لوضع الصلح حتى تقدمت الأمم المتحدة لقبض السلاح المتداول لهم لعل الحرب تتوقف وتضع أوزارها، ومن الدليل على خيانة النصارى وما تبيته للمسلمين، إن الفتنة التي ثارت بين الصرب والبوسنة والهرسك كلما أوشكت على الانتهاء إذا بفرنسا والإنكليز يقفلون الطاولة لعل نصارى الصرب يبيدون المسلمين، فلسان حالهم يقول أمدوا النصارى واطلبوا الوقت لقتل المسلمين، فمن العجائب أن سيل المساعدات مستمرة للنصارى وممنوعة عند المسلمين.
فيها قد قام الهندوس وهدموا أكبر مسجد في الهند ليحترشوا بالمسلمين حتى قام المسلمين يدافعون عن الآثار الإسلامية يشتبكون معهم بقتال، وتكون النصرة للكفار لتخلي الله تبارك وتعالى عن نصرة المسلمين وخذلانهم، ولله تمام الحكمة.
وفيها قد قام الصرب وانتهكوا عرض خمسمائة وعشرين ألفًا من نساء المسلمين، وربما شقوا بطون الحوامل وأخرجوا أجنتها من أرحامها وجعلوا فيها جراء الكلاب وخاطوا الأرحام عليها، وقتلوا المسلمين وصوروا الصليب بالدم وجعلوه في صدور المسلمين، وغير ذلك مما تأنف الأسماع عنه وتقشعر منه الجلود وتنكره الفطر، وتدمى فيه أفئدة المؤمنين وذلك بمسمع وعلم من بقية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وخلت من مناصرٍ من غيرة على ما