بقيمة باهظة، ولبعد المدة بالجراد أقبلوا على شرائه كما أنه في بقية يومين من العقرب الثالثة توالى هطول الأمطار وكثر، سبحان القادر على كل شيء، ولقد تراكمت السحب على فضاء منطقة القصيم بحيث توالى هطول الأمطار أربعين ساعة لم يتوقف المطر، وكان ذلك من دون رعود ولا بروق.
ولما أن كان في ١١/ ١٠ من هذه السنة ١٤ من برج الحمل توالى هطول الأمطار برعود وبروق على سائر القصيم والزلفي والمجمعة وسائر سدير بحيث كان الناشئ ينشأ في وقت صلاة العصر من كل يوم بظلمة وصفرة، واستمر كذلك سبعة أيام، وقد يكثر هطول الأمطار بحيث تعطلت حركة المرور وامتلأت البرك وكثر العشب بصورة لا تبلغها العبارة، وكثر الأقط والسمن وظهر الجراد وبيع بأثمان باهظة بحيث بيع الكيس بأربعمائة ريال، ومن العجائب أن حبات الكمأة بلغ بعضها خمس كيلو غرام وبيعت حبات بألفي ريال، وبهذه القيمة الباهظة فإن الأمة يسارعون إلى الشراء ويتسابقون، وبلغ كيلو السمن في مدينة حفر الباطن بمائة ريال، وبلغت قيمة السمن الطيب مائة ريال وثلاثين ريال أعني كيلو غرام، وحدثني بعض أهالي مدينة الحفر بذلك.
المسلمون يعذبون في مشارق الأرض ومغاربها وقد ذكرنا ما يلاقي المسلمون في البوسنة والهرسك وكشمير من أذية النصارى وكفار الهندوس في الهند وسائر أفريقيا، ووصلهم البلاء والتعذيب في مصر فقد قام أعداء الإسلام هناك بادعاءات بأن هناك أناسًا مسلمين متطرفين لا يحلقون لحاهم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، نعم هذه حالة الرسل وأتباعهم، فجد الأعداء في طلب المسلمين وألزموهم بحلق لحاهم، وإن من وجدت له لحية فهو ضد الثقافة والإسلام، وقتل من قتل وأجريت أعمال شاقة على المسلمين الآخرين، وإنها لحالة سيئة وبادرة سيئة، نسأل الله العافية، ولقد جدَّ اليهود والنصارى في تضليل الأمة الإسلامية وألصقوا بهم التهم، وعذب المسلمون وابتلوا في أفريقيا والهند والسند وغالب الممالك التي أحاط بها الكفار ومن والاهم، وأصبح دين الإسلام يلاحق ملاحقة، ولقد كانت المملكة