الاستخبارات العراقية وذلك انتقامًا منها لما أراد أحد عشر عراقيًا وأربعة كويتيًا اغتيال الرئيس السابق بوش في زيارته للكويت، وبعد التحقيق ثبت أن الذين دفعهم إلى ذلك الاستخبارات العراقية فأرادت أمريكا القضاء على ذلك المبنى وتدميره وهدمه وإهلاك موظفيه، وكانت هذه الصواريخ تهتدي إلى هدفها الذي أرسلت عليه بحيث قيل أنها تستطيع أن لا تمس شيئًا إلا ما أطلقت عليه، فدخلت مع النوافذ وسببت دمارًا عظيمًا في الأرواح والمباني والمكاتب، وكانت قد أرسلت من دون سابق إنذار فقامت العراق تحتج لدى مجلس الأمن والأمم المتحدة على مهاجمة أمريكا للعراق وخدمة المخلصون له، وترك العراق يتلمظ جوعًا وأمراضًا وفقرًا، إن العراق كان منذ زمن يعيش تحت الرعاية البريطانية في زمن فيصل بن الحسين الشريف وابنه غازي بن فيصل وابن ابنه فيصل بن غازي الشاب المخلوع المقتول، ولما أن قام عبد الكريم قاسم بثورة ١٣٧٧ هـ ثورة ١٤ تموز ١٩٥٧ تحولت العراق من ملكية إلى جمهورية ترأسها عبد الكريم قاسم كما سمعنا، وتوالى عليها ثورات وكانت تعيش في زمن الحماية البريطانية في رغد من العيش وطمأنينة وأمن، وتعتبر بغداد عاصمة العراق من أعظم المدن في رخاء العيش، ولكنها بسبب الثورات التي جرت من عبد السلام محمد عارف وبعده آلت الجمهورية إلى حسن البكر، ولما أن اغتصب صدام حسين عرش العراق بالقوة والظلم سبب عليها نكبات دمرتها وألحقت بها أضرارًا لغزوه إيران وما جرى من المذابح والأهوال، ثم أوقعها في مهالك لما احتل الكويت وطرد أهلها فسلط الله عليه أمريكا وسامت العراق سوء العذاب، بحيث دمرت العراق وهدمت مبانيها وانتهكت حرمتها وأصبحت بحالة يرثى لها، ولا تزال مهددة بالأخطار بأسباب رئيسها الحالي صدام حسين، ومن العجائب أن الله عز وجل ابتلى تلك الحكومة برجل زين له سوء عمله، ولا تزال الحكومة في كل يوم بنقص وتأخر في الحياة، وقد حاول أهل العراق اغتياله مراتٍ عديدة ليستريحوا من شره ولكن الأمور مرهونة لأوقاتها،