تقدم في العمر استمر في التدريس، وكان له خط ضعيف، وكان في كل أعماله موضع التقدير من قومه، وله رسائل ونصائح قليلة، وملازمًا لمذهب الإمام أحمد، وكان من الذين لا يؤيدون مخترعات الوقت بل ثابتًا على مبادئه، حتى أنه لا يرى تعليم الفتاة العلوم المدرسية، وجد وجاهد في إزالة تعليم الفتاة، ولم يحصل على مقصوده، وقد نال حظًا من القيادة والتلاوة والحج والعمرة، ولديه ورع وعبادة وخشوع، وكان مرجعًا في زمنه لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته، وله تلامذة يقدرونه ويقفون عند توجيهاته، ولما أن توفى يوم ٢٨ رمضان ١٤١٥ هـ حزن عليه المسلمون، وصلي عليه في مصلى العيد ببريدة، وصلى عليه ابنه سليمان، وقد رُثيَّ بمراثي حسان، كما أنه كريم في بذله للمحتاج، ويقدره الملوك والرؤساء، وما زال كذلك حتى وافاه أجله المحتوم.
وفي هذه السنة هطلت أمطار غزيرة على القصيم، ولما أن كان في عاشر شوال هطلت أمطار على مدينة بريدة مما أدى إلى غرق بعض المستشفيات ولا سيما التخصصي الواقع شمالًا من المدينة، فقد غرق ودخل الماء على المرضى وخرب الأوراق والمعاملات، واستوت الشوارع والأرصفة بعد ما علاها الماء، وكانت الدنيا كالبحر، ولهطول الأمطار في الرسمي توفر وجود الأقط والكمأة بأنواعها، وعم الكلأ والعشب نواحي الأرض، ولا يزال الخلائق في النعيم والرفاهية لآثار وجود الربيع، ولكن الأغنام وأنواع اللحوم في أثمان باهظة، وقد قلت الزراعة وضعفت في هذه السنة لعدم العناية بها.
ولما أن كان في يوم الاثنين ١٩ شوال الموافق ٢٩ الحوت هطلت أمطار على مدينة بريدة ثلاث عشرة ساعة، وكادت أن تتعطل السير لمدية أيام، وقد نزلت المياه في أسفل المستشفى التخصصي مما أدى إلى عمل لشفط الماء بالوايتات، وفي كلها بين الجانبين توقف السير في مدينة بريدة، وقد هطلت في هذه الأيام الأمطار على مدينة الرياض، وما حولها بعد قحط فيها وجدب، كما أنها سقطت بيوت في بعض النواحي لكثرة المياه، وهلكت أمة غرقًا في بعض المستشفيات خاصةً في الطابق