سليمان قد كنت الرزية في الملا ... وفارقت أحبابًا وألفا مؤلف
رمانا بك الدهر الدؤوب بفرقةٍ ... يكاد لها القلب الرصين لينسف
إذا أنت قد وليت عنا مفارقا ... سلامٌ على الدنيا إذا كنت تصدف
لقد كان مأمون السريرة فاضلًا ... وركنًا عظيمًا في الفضائل يعرف
ويحسن آدابًا وليس بطائشٍ ... على شرعة الهادي يسير وينصف
قد اختاره الرحمن للحجر والصفا ... وللحجر الميمون يسعى ويهتف
إلى الله نشكوا من فراق أحبةٍ ... فهذا مضى ختمًا وآخر يردف
إذا كنت مفجوعًا بفقد أحبةٍ ... وإبقاء قومٍ ليس في الخير تعرف
فهذا زمانٌ قلَّ فيه خياره ... وأنذر في المنقول من كان ينصف
فمن لي بإخلافٍ على الجهل قد نشوا ... شعارهم حب الرئاسة إن وفوا
فيا دهرنا قد كنت بالسوء موقظًا ... ففي كل يومٍ فالعلى يتقصف
أولوا العلم صاروا للمصائب عرضةً ... فهذا مضى والكل منا مخوف
نريد خلودًا في الحياة جهالةً ... وهذا غراب البين بالبئر يهتف
فمن مثل أركان الهدى قد تفرقوا ... ودارت رحى هلاكهم وتخلفوا
فسبحان ربي من عظيم مدبرٍ ... يدير أمورًا فعله لا يكيف
تباركت يا من قد فطرت خليقةً ... على وفق ما قد شئت لا يتخلفوا
فليس سوى التسليم لله وحده ... رضينا به ربًا جليلًا يصرّف
فصبرًا بني الإسلام صبرًا على القضا ... عسى الله بالجبران يرفو ويكشف
وصل آلهي عد ما أنت خالقٌ ... وما ناحت الورقاء على الغصن تهتف
وما سار للبيت العتيق ملبيا ... حجيجٌ وطافوا ثم صلوا وعرفوا
على أحمد رب المكارم والتقى ... وآلٍ وأصحابٍ إلى الله يعكف
فهذا شيءٌ من مناقبه وفضائله، ومن فضائله أنه دعاني مرةً على أثر رؤيته تلك الليلة على مائدة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في وادي عكاظ، فطلب مني صباحًا أن أنزل معه إلى مكة المكرمة، وأطوف بالبيت الشريف ثم بدا لي الخروج