ما افتراه القصيمي في أغلاله، كما رد عليه الشيخ أبو كابس وضللوه وكفروه وحذروا المسلمين من ضلاله، وقد اجتمع به أناس من الناصحين، وطلبوا منه أن يقلع عن غيه وضلاله، وحذروه عقوبة الله لأنه عصى على بصيرة، وضلَّ عن الطريق، وهو واضح له، ولكن الله لم يرد به خيرًا، وهؤلاء منهم عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وغيره، وذلك برفق وحسن دعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولكنه صمم على ما هو عليه، نسأل الله العافية.
وذكروا عنه أنه رجل أديب ماهر في سبيله، ولكنه ثبت على مبادئه، وكان سلاحًا ضد المسلمين، كما كان أولًا ولكنه كما قال الله تعالى:{وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}[المائدة: ٤١]، فبينما هو في صف المسلمين إذ هو خنجر في نحورهم، وإنها لخسارة عظيمة في المسلمين يندى لها الجبين، ويحزن منه العقلاء، وذلك لأنه في حملاته الأولى على الكفر والكافرين بلهجة كالصاعقة على من وجهت عليه، تعمل عمل القذائف النارية، إذا هو يصرف زمام الحملة فيجعلها كصاعقة على عقبيه موجهة ضد ما كانت عليه من قبل، ولكن لا عجب ولا غرو ولا بدع فقد ضلَّ قبله من هو خير منه، وللإسلام رجال وأسود ضارية تحمى حماه، وتذود عنه، وقد قطع إمام المسلمين الملك عبد العزيز رفع الله منازله في الجنات مرتباته التي تمشي له في مصر وتبرأ منه، وكان يحدثنا الملك في زيارته لنا في القصيم فتكلم أحد المشايخ وهو عبد الله بن محمد بن حميد بأنه سقيم العقل، فأجابه الملك رحمه الله بقوله: لا ليس بسقيم عقل، ولكنه سقيم في الدين.
وفيها وفي يوم السبت الموافق عشرين شوال وفاة الشيخ المصري محمد الغزالي، وكان من علماء مصر، وكانوا يذكرونه بإلقاء محاضرات ونشر علمه في المجتمعات، ومعظمًا في مصر، ويثنون عليه، وعليه مأخذ بسيط، وكانت وفاته في الرياض، وقد دفن في المدينة المنورة فرفعت التعازي إلى الرئيس المصري حسني مبارك وأسرته وذويه، منها برقية من الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية، وكان قد قدم لإلقاء محاضرة فمات في سبيل المجيء لإلقائها.