عدل التقويم، ولما يحصلوا على أقيام معقولة كغيرهم قيل لهم أن موضع بيوتهم سيكون سوقًا مركزيًا لمصلحتهم، فسكتوا على مضض فلم يشعروا إلى جرافات البلدية الجديدة فقبلوا مكرهين.
وفيها في ١٥/ ٩ وفاة المنحرف عن الدين عبد الله بن علي الصعيدي، وكان يدعى أولًا بالقصيمي، فلما أن غيَّر وبدَّل والعياذ بالله تبرأ منه القصيم وسموه الصعيدي نسبةً إلى صعيد مصر الذي حل أخيرًا فيه، وقد تقدم في سنة ١٣٦٦ هـ صفة ردته عن دين الإسلام، كان مسقط رأسه في خب الحلوة من ضواحي مدينة بريدة، ففيه ولادته، ولكنه لما تربى في مصر بلده الجديد رأى أن ليس هناك من يرده عن هواه، ورأى الجو هناك خاليًا لما قام به، وكان أولًا من المنتصرين للحق، ويثني على شيخ الإسلام عبد الوهاب ويمتدحه، ويدافع عنه بلهجة جذابة كما في البروق النجدية، وله ردود على أهل الضلال، حتى هتك أستاذهم بلسان فصيح، وقولٍ بليغ، فاختارته روسيا لما رأت من بلاغته وفصاحته وحلاوة منطقه الجذاب، وأغرته بالأطماع أن يقوم ضد الإسلام، ويحمل على المسلمين، وكان معجبًا بنفسه فاستمالته روسيا لهذا الغرض فعنَّ له بعد ذلك بأن يتوسع في العقيدة، فأظهر أمورًا من الزيغ، وله كتاب الصراع بين الإسلام والوثنية، وكان الكتاب ضخمًا، ثم ألف كتابًا يستنشق منه الحملة على المسلمين وتأخرهم، فلما أن كان في تلك السنة أظهر كتابه الأغلال وما لبس عبد ثياب سريره إلا ألبسه الله إياها علانية، وخلع ربقة الإسلام من عنقه وسمي شرائع الإسلام أغلالًا غلت المسلمين عن التقدم والرقي وحسن طريقته، وشنَّ الغارة على الإسلام والمسلمين وفضل طريقة الكفر والكافرين بلهجة خبيثة خلابة على طريقة الإسلام والمسلمين، فردَّ عليه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وكان لا يورد ألفاظه الضالة بل يقوله، وقال في صفحة كذا، وقال في صفحة كذا لأن الخبيث يخشى على ضعفاء البصيرة من جاذبيته لأنها من السحر الحرام، وسمى الشيخ رده عليه تنزيه الإسلام ورجاله عن